«إشكالية ترك المسنين في المستشفيات»: الفرق بين المراجعتين
سطر 12: | سطر 12: | ||
[[ماذا قدمت لغد (مقالة صحفية)]] | [[ماذا قدمت لغد (مقالة صحفية)]] | ||
+ | ===من محاضرة منشورة للدكتور ميسرة طاهر<ref>http://www.alriyadh.com/6694</ref>=== | ||
+ | المشكلة التي تواجه الأبناء هي عندما يمرض الوالدان سواء أمراض عضوية أو أمراض نفسية وعقلية.. عندئذ تواجه الأسرة الصغيرة مشاكل صعبة، وقد يؤثر هذا على مسيرة حياة الأسرة التي يوجد بها شخص مسن في حالة صحية غير سوية سواء كان ذلك عضوياً أو نفسياً وعقلياً. | ||
+ | |||
+ | هذا الاضطراب الذي يعاني منه المسن، خاصة إذا كان والد أو والدة الزوج، فإنه يضع الرجل «الابن للمسن والزوج للمرأة التي تعيش معهم في المنزل» تحت ضغوط نفسية كبيرة وكثيرة، فربما رفضت الزوجة أن تقوم برعاية والد زوجها، وتطلب أن توكل رعايته إلى خادم أو ممرض وربما تكون أوضاع الأسرة الاقتصادية لا تسمح بذلك، فيقع الابن في دوامة من المعاناة، ونظراً لأنه ليس هناك دور لرعاية المسنين على مستوى عال أو حتى مقبول لكي يعيش بعض المسنين بقية حياتهم، وحتى لو كانت هناك بعض من هذه الدور التي ترعى المسنين فإن النظرة الاجتماعية لمن يضع والده تكون قاسية، لذلك قد يلجأ بعض من هذه الشريحة إلى أخذ الوالد أو الوالدة إلى أحد المستشفيات ويدخله ثم يتركه ولا يعود مرة أخرى لأخذه لذلك تواجه كثير من المستشفيات في المملكة من وجود مرضى يحتلون أسرة ليسوا بحاجة طبية لها، ولكن نظراً لأن هذا المسن ترك في المستشفى وليس لدى المستشفى أي عنوان لمن يعول هذا المسن أو رقم هاتف للاتصال بأهل هذا المسن، فإن إدارات كثير من المستشفيات تجد نفسها في موقف حرج حيث لا تستطيع اخراج مثل هذا المسن والذي ليس هناك سبب طبي يستدعي بقاؤه في المستشفى، سوى أن من يعيله لا يرغب في أخذه، وكذلك فإن الابن بالذات أو القريب الذي يعيل المسن قد يجد الطرق سدة أمامه، فالزوجة لا ترغب في وجود هذا المسن في المنزل وتهدد بترك بيت الزوجية إذا أحضر الزوج أمه أو أباه إلى المنزل مرة أخرى.. صحيح إننا مجتمع متماسك، ويلعب الدين دوراً رئيساً في حياتنا لكننا قطعاً ليس مجتمعاً مثالياً ولا نعيش في المدينة الفاضلة..! فعندنا عدد لا بأس به ممن تخلوا عن أقارب لهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا تساعدهم على أن يقوموا برعاية هذا المسن. | ||
+ | |||
+ | .... | ||
+ | |||
+ | يجب ان ينظر الى هذه المشاكل التي تواجه المسنين في ضوء متغيرات في المجتمع تحدث بشكل متسارع، وفي هذه التغيرات يجب ان تقوم الجهات الحكومية وبالذات وزارة الشؤون الاجتماعية، التي يجب ان يكون لها دور في مساعدة الابناء الذين يرعون آباء كباراً في السن، لا يجب خلط المفاهيم بأن بناء دور للنقاهة لرعاية المسنين يشجع الناس على العقوق، فهناك مسنون ليس لهم ابناء وليس لهم من يرعاهم فهل نترك هؤلاء للمحسنين والجمعيات الخيرية؟ يجب ان يكون هناك دور فعال لوزارة الشؤون الاجتماعية، فبناء دور على مستوى جيد من حيث السكن والاثاث والعاملين به ممن يكونون مدربين على العناية بالمسنين. | ||
+ | |||
+ | ان الوالدين يبقيان من اغلى الاشياء عند الانسان، وان طاعتهما ورضاهما يأتي بعد رضا الله، فيجب على الابناء ان يستغلوا فرصة وجود والديهم على قيد الحياة ليكونا سبباً في دخول الجنة. ان من ابغض الخصال لأي انسان هي العقوق وجحد المعروف، فكيف اذا كان هذا العقوق مع الوالدين فإنه أسوأ انواع العقوق والجحود ونكران الجميل. | ||
+ | |||
+ | ان مشكلة رعاية المسنين مشكلة مزمنة، خاصة مع تزايد اعداد المعمرين، وتغير الحياة الاجتماعية، لا يجب ان نأخذ المشكلة بشكل عاطفي، بل يجب التفكير عملياً بحلول منطقية وعملية لرعاية المسنين الذين لا يوجد من يعيلهم، وان يكون ذلك بصورة لائقة تحفظ للمسن كرامته وانسانيته. | ||
==الكويت== | ==الكويت== |
مراجعة 12:07، 31 أغسطس 2016
إشكالية ترك المسنين في المستشفيات تحدث وتتكرر في الدول العربية وفي خارج الدول العربية ولكنها تزيد في المنطقة العربية بسبب عدوم وجود وسائط مؤسسية للرعاية بين المستشفيات وبين البيت. وقد قدمت مؤسسات التمريض المحترفة Skilled Nursing Facility في بعض الدول حلاً لهذه المشكلة وفي بعض الدول الأخرى قدمت الرعاية المنزلية حل لبعض أجزاء الإشكالية.
محتويات
قطر
في عام 2009 أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن وجود حوالي 120 مريضا يشغلون أسرة بمستشفى حمد العام بالرغم من عدم وجود أي دواع طبية لوجودهم ومناشدتها لذوي المرضى بضرورة التدخل لإخلائهم من المستشفى. واعتبر البعض ان رفض الابناء استلام ابائهم بحجة انشغالهم وعدم وجود الوقت الكافي لخدمتهم هو نوع من العقوق واشاروا الى ان اللجنة الاستشارية في وزارة الصحة العامة تصرف بدل خادم لمساعدة المرضى او من هم في نظر القانون في حالة عجز من المواطنين القطريين ويحتاجون لبدل خادم وهذا البدل يصرف ماديا وبالتالي لا يوجد أي سبب يمنع الأبناء من استلام ابائهم ورعايتهم طالما الوزارة توفر لهم بدل الخادم. وطالبوا بإقامة دور رعاية تمريضية في الدولة بحيث يكون هناك ممرضات على مدار الساعة واطباء استشاريون للمتابعة ويقدمون الخدمات للمحتاجين. [1]
السعودية
من إستشارية طب أسرة سعودية
يحاول البعض تخفيف عبء رعاية المسنين التمريضي عنه عن طريق إدخالهم في المستشفيات: تقول لمياء البراهيم (كاتبة السعودية): "تعود ذاكرتي لقسم الطوارئ بفترة مزاولتي المهنية فيها وحالات «مايذوقن العيشة» كجملة يتداولها أهالي المسن العاجز، التي تتزامن مع اليوم الذي يسبق الإجازة الأسبوعية. كانت تلك العبارة تحمل في طياتها خذوا مريضنا عندكم في الإجازة الأسبوعية.
كانت الرعاية الصحية في هذا المستشفى المتخصص تكلف 2000 ريال يوميا على الأقل، الذي يعرف هو وغيره بقائمة طويلة من الانتظار للحصول على سرير للتنويم فيه، لهذا كان يمارس بعض أنواع التحايل مثل تجويع المريض وتعريضه للجفاف الذي قد يعرضه للموت ليقبل المستشفى تنويمه".[2]
من محاضرة منشورة للدكتور ميسرة طاهر[1]
المشكلة التي تواجه الأبناء هي عندما يمرض الوالدان سواء أمراض عضوية أو أمراض نفسية وعقلية.. عندئذ تواجه الأسرة الصغيرة مشاكل صعبة، وقد يؤثر هذا على مسيرة حياة الأسرة التي يوجد بها شخص مسن في حالة صحية غير سوية سواء كان ذلك عضوياً أو نفسياً وعقلياً.
هذا الاضطراب الذي يعاني منه المسن، خاصة إذا كان والد أو والدة الزوج، فإنه يضع الرجل «الابن للمسن والزوج للمرأة التي تعيش معهم في المنزل» تحت ضغوط نفسية كبيرة وكثيرة، فربما رفضت الزوجة أن تقوم برعاية والد زوجها، وتطلب أن توكل رعايته إلى خادم أو ممرض وربما تكون أوضاع الأسرة الاقتصادية لا تسمح بذلك، فيقع الابن في دوامة من المعاناة، ونظراً لأنه ليس هناك دور لرعاية المسنين على مستوى عال أو حتى مقبول لكي يعيش بعض المسنين بقية حياتهم، وحتى لو كانت هناك بعض من هذه الدور التي ترعى المسنين فإن النظرة الاجتماعية لمن يضع والده تكون قاسية، لذلك قد يلجأ بعض من هذه الشريحة إلى أخذ الوالد أو الوالدة إلى أحد المستشفيات ويدخله ثم يتركه ولا يعود مرة أخرى لأخذه لذلك تواجه كثير من المستشفيات في المملكة من وجود مرضى يحتلون أسرة ليسوا بحاجة طبية لها، ولكن نظراً لأن هذا المسن ترك في المستشفى وليس لدى المستشفى أي عنوان لمن يعول هذا المسن أو رقم هاتف للاتصال بأهل هذا المسن، فإن إدارات كثير من المستشفيات تجد نفسها في موقف حرج حيث لا تستطيع اخراج مثل هذا المسن والذي ليس هناك سبب طبي يستدعي بقاؤه في المستشفى، سوى أن من يعيله لا يرغب في أخذه، وكذلك فإن الابن بالذات أو القريب الذي يعيل المسن قد يجد الطرق سدة أمامه، فالزوجة لا ترغب في وجود هذا المسن في المنزل وتهدد بترك بيت الزوجية إذا أحضر الزوج أمه أو أباه إلى المنزل مرة أخرى.. صحيح إننا مجتمع متماسك، ويلعب الدين دوراً رئيساً في حياتنا لكننا قطعاً ليس مجتمعاً مثالياً ولا نعيش في المدينة الفاضلة..! فعندنا عدد لا بأس به ممن تخلوا عن أقارب لهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا تساعدهم على أن يقوموا برعاية هذا المسن.
....
يجب ان ينظر الى هذه المشاكل التي تواجه المسنين في ضوء متغيرات في المجتمع تحدث بشكل متسارع، وفي هذه التغيرات يجب ان تقوم الجهات الحكومية وبالذات وزارة الشؤون الاجتماعية، التي يجب ان يكون لها دور في مساعدة الابناء الذين يرعون آباء كباراً في السن، لا يجب خلط المفاهيم بأن بناء دور للنقاهة لرعاية المسنين يشجع الناس على العقوق، فهناك مسنون ليس لهم ابناء وليس لهم من يرعاهم فهل نترك هؤلاء للمحسنين والجمعيات الخيرية؟ يجب ان يكون هناك دور فعال لوزارة الشؤون الاجتماعية، فبناء دور على مستوى جيد من حيث السكن والاثاث والعاملين به ممن يكونون مدربين على العناية بالمسنين.
ان الوالدين يبقيان من اغلى الاشياء عند الانسان، وان طاعتهما ورضاهما يأتي بعد رضا الله، فيجب على الابناء ان يستغلوا فرصة وجود والديهم على قيد الحياة ليكونا سبباً في دخول الجنة. ان من ابغض الخصال لأي انسان هي العقوق وجحد المعروف، فكيف اذا كان هذا العقوق مع الوالدين فإنه أسوأ انواع العقوق والجحود ونكران الجميل.
ان مشكلة رعاية المسنين مشكلة مزمنة، خاصة مع تزايد اعداد المعمرين، وتغير الحياة الاجتماعية، لا يجب ان نأخذ المشكلة بشكل عاطفي، بل يجب التفكير عملياً بحلول منطقية وعملية لرعاية المسنين الذين لا يوجد من يعيلهم، وان يكون ذلك بصورة لائقة تحفظ للمسن كرامته وانسانيته.