مركز رعاية المسنين بسوسة
تعود نشأة مركز المسنين بسوسة الى بداية القرن الثامن عشر حيث كان له عدة تسميات مثل «التكية» و«الخيرية» و«حبس القلة» ثم أصبح يسمّى مع حكم البايات المأوى الخيري الاحمدي وقد كان يهتم عبر مختلف عصور التاريخية بكفالة الأيتام والعجز والمرضى والغرباء والمنبوذين كما كان يعيل الفقراء ويساعد أبناء بعض العائلات على مزاولة دراستهم وبعد الاستقلال أصبح يسمى بدار العجز وهي تسمية مستهجنة لغويا الى أن تغيّر هذا الاسم ليصبح حاليا مركز رعاية المسنين.
علما وأن المركز القديم كان موجودا بحي الطفالة بسوسة حيث لم يعد يستجيب لمتطلبات العيش الكريم فتم بناء مركز جديد بحي وادي غنيم على أرض وهبتها ولاية سوسة. وتم الانتقال اليه في فيفري 1978 إلا أن الانطلاقة الحقيقية للمركز كمؤسسة للرعاية بها كل مقومات العيش الكريم لم تتحقق إلا بعد التحوّل وتحديدا في نوفمبر 1978 الذي مثّل نقطة تحوّل كبيرة بفضل العناية الرئاسية الموصولة للفئات الاجتماعية وخاصة ذوي الاحتياجات الخصوصية.
طاقة الاستيعاب حاليا تبلغ 75 مقيما وإن عدد المقيمين 65 (45 ذكورا و20 إناثا) أما عن شروط الايواء فهي: ـ أن يبلغ عمر المسن 60 سنة فما فوق مع فقدان السند العائلي (الأبناء) وفقدان السند المادي مع الاشارة الى أن المسنين الفاقدين للسند العائلي والذين لهم موارد مالية يمكنها الاقامة بالمركز مقابل مساهمة مالية شهرية وقد حددها قانون حماية المسنين لسنة 1994. بهذا المركز طبيبان (طب عام) يقومان بفحوصات للمقيمين مرتين في الاسبوع (الثلاثاء والسبت). كما يزورنا طبيب للأسنان متطوع يفحص المرضى مرة في الاسبوع.
أيضا يوجد 7 أطباء اختصاص يؤمّنون عيادة للمرضى مرة في الشهر في الاختصاصات التالية: القلب والشرايين، طب العيون، أمراض السكري، الطب الباطني، الامراض النفسية، أمراض الكلى والمجاري البولية، أمراض الجهاز التنفسي وأخصائي في العلاج الطبيعي وأخصائي في التغذية. كما أن التجهيزات الموضوعة على ذمة المركز تجعل منه مؤسسة استشفائية متميزة حيث يوجد كرسيا للأسنان وجهازا لتسجيل نبضات القلب وجهازا للكشف عن أمراض العيون إضافة الى قاعة للعلاج الحركي فهي تعدّ مكسبا صحيا لفائدة المسنين.
نشاط المسنين غير المقيمين
الى جانب العناية بالمسنين بمؤسسة الرعاية يتولّى المركز أيضا تقديم مساعدات اجتماعية صحية ترفيهية وبرامج لتحسين المسكن لفائدة المسنين بأسرهم ويتمتع بهذه التدخلات سنويا حوالي 1500 منتفع من أجل توفير مستلزمات العيش الكريم ومعاضدتهم على مجابهة متطلبات حياتهم ويرمي هذا التماشي الى معاضدة جهود العائلة من أجل الاحتفاظ بالمسن في محيطه الاسري الطبيعي لكي لا يشعر بالغربة والعزلة. ويبقى اللجوء الى مؤسسة الرعاية كآخر حل ممكن. كما يتم توجيه قوافل صحية واجتماعية لفائدة هذه الفئة بالتنسيق مع وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين ووزارة الصحة العمومية ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي وفروعه الجهوية والمحلية.
بالتوازي مع ذلك يقوم الفريق المتنقل التابع لمركز المسنين بسوسة بزيارات دورية للمقيمين بأسرهم قصد تقديم خدمات اجتماعية وصحية لهم. كما أن البعض من المسنين العاجزين يتمتعون بخدمات (مساعدي الحياة) الذين يتولون تقديم خدمات رعاية على عين المكان لمن هم في حاجة الى ذلك.