هذيان
الهذيان أو الإختلاط Delirium - Confusion هو أحد المتلازمات الصحية الشهيرة في المسنين. وهو يشبه الفشل أو القصور العقلي الحاد.
محتويات
تعريف متلازمة الهذيان/الإختلاط
لابد من توافر ثلاث نقاط أساسية قبل تشخيص متلازمة الإختلاط عند أي شخص:
- حدوث تدهور حاد Acute مفاجىء (جديد) فى قدراته العقلية (على عكس الدمنشيا)
- وجود تأثر واضح في الإنتباه inattentive
- وجود تذبذب Fluctuation في شدة الأعراض (تكون غير ثابتة فتزيد أو تنقص الأعراض)
وقد تتواجد أعراض أخرى بجانب الثلاث نقاط الأساسية مثل:
- تأثر درجة الوعي
- الهيجان والعصبية
- إضطرابات الحواس مثل الهلاوس بأنواعها
الفوارق بين الهذيان والدمنشيا
الهذيان أو الإختلاط عبارة عن متلازمة (مجموعة من الأعراض symptoms والعلامات signs الطبية) وهو ليس مرض في حد ذاته. وظهور متلازمة الإختلاط مرتبط بوجود مشكلة صحية حادة أو حديثة.
الإختلاط يمكن تشبيهه بحالة السكران بسبب تناول الكحوليات أو دواء يؤثر على العقل.
متلازمة الهذيان
- يبدأ فجأة
- مرتبط بوجود مسببات مرضية حادة
- التذبذب في شدة الأعراض العقلية جزء أساسي من المتلازمة
- عادة ما تزول أعراضه بزوال المسببات المرضية
- قد يحدث تدهور بدرجة الوعي
متلازمة الدمنشيا
- تبدأ تدريجيا وعادة لا يتم ملاحظته إلا بوصوله للدرجة المتوسطة أو الشديدة.
- عادة ما يكون أولّى و فى أحوال أقل شيوعا مرتبط بحالة مزمنة
- شدة الأعراض العقلية تزيد تدريجيا و لكن ببطء على مدار سنوات
- غالبا تسوء الأعراض و لكن ببطء على مدار سنوات
- لا يحدث تدهور بالوعي
مفاهيم شائعة خاطئة عن الإختلاط
الهذيان مرتبط بإصابة في المخ
يُرجع مقدمى الرعاية هذه الحالة إلى إصابة مباشرة فى المخ ويتم توجه خطة التشخيص والعلاج فى هذا الإتجاه. بعمل أشعات وفحوصات للمخ والأعصاب مثل الأشعة المقطعية على المخ.
الهذيان أو الإختلاط يتم تصنيفه (مع الدمنشيا) كأحد المتلازمات العضوية للمخ Organic brain syndromes وهي أمراض أو مشاكل صحية عقلية لا يظهر لها أثر بالفحوصات في أغلب الأحوال. ولا يعرف حتى الأن أسباب حدوث المتلازمات العضوية للمخ. ولكن وضعت الكثير من النظريات لمحاولة تفسير الأسباب ومنها حدوث إضطراب في الناقلات العصبية Neuritransmitors مثل حدوث نقص أو خلل في توصيل الشبكات العصبية.
الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة
يعتقد البعض أن الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة, وهذا غير صحيح. الهذيان في غالبية الحالات (95% من الحالات) يكون بسبب مرض حاد ويزول الإختلاط بزوال المشاكل الصحية التي سببته. وهذه هي غالبية الحالات. ولكن في بعض الحالات مثل الفشل الشديد في أعضاء الجسم أو حالات الأورام المنتشرة يحدث الهذيان وتشتد وتيرته ولا يستجيب للعلاج ويعرف بالهذيان في آخر الحياة Terminal delirium.
عوامل الإختطار Risk factors
- تقدم العمر.
- ملازمة الفراش.
- تعدد المراضة Multimorbidity
- التعدد الدوائي Polypharmacy
- ضعف أو قصور الحواس مثل السمع أو البصر. (جديد مثل ضعف السمع بسبب شمع الأذن أو قديم مثل تعطل سماعة الأذن او فقدان نظارة القراءة).
- وجود مشاكل مخية/عصبية سابقة (مثل الجلطات أو مرض ألزهيمر أو مرض الرعاش).
- تغيير البيئة المعيشية مثل التنويم بالمستشفيات أو الرعاية المركزة.
- إضطرابات النوم والأرق.
أسباب حدوث الهذيان
عادة تتراكم عدة أسباب لتؤدي لحدوث الإختلاط/الهذيان. ويأتي سبب ما ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير. ولهذا علاج الهذيان يحتاج للتعامل مع أسباب محتملة كثيرة وفي نفس الوقت. في العادة تتراكم عدة عوامل إختطار Risk factors ثم تظهر متلازمة الإختلاط بعض حدوث أحد أو عدة مسببات Precipitating factors. وفي كثير من الأحيان لا يمكن إمساك متهم واحد بإحدث الإختلاط. بل يكون هناك العديد من المشتبه بهم ويتم التعامل معهم على التوازي. كما أن بعض المشاكل يمكن تصنيفها كعوامل إختطار وفي نفس الوقت كمسببات مثل الأدوية. الفارق الوحيد للتصنيف هو الترابط الزمني بين حدوث المشكلة الصحية (مثل تناول أحد الأدوية) وبين ظهور متلازمة الإختلاط.
مسببات الهذيان
- إرتفاع درجة الحرارة
- حدوث أى عدوى أو إصابة ميكروبية أو فيروسية فى أى من أجهزة الجسم (يصاحبها أو لا يصاحبها إرتفاع في درجة الحرارة)
- حدوث نقص أو زيادة فى مستوى الأملاح فى الدم (مثل الصوديوم واالبوتاسيوم)
- إصابة حادة فى أى من أجهزة الجسم (مثل جلطات الشريان التاجى و الفشل الكلوى الحاد و غيبوبة السكرى).
- الجفاف.
- الإحتباس البولى الحاد.
- الإنسداد المعوى الناتج عن الإمساك المزمن.
- الألم بجميع أنواعه.
- التعدد الدوائى.
- تناول بعض الأدوية (مثل أدوية الأمراض النفسية ومضادات الحساسية)
تشخيص الهذيان
يتم تشخيص الهذيان في حالة ما إذا كان المريض يعاني من تغير مفاجىء في الحالة العقلية بصورة متذبذبة وعدم القدرة على الإنتباه مصحوب بتدهور بالوعي أو عدم إنتظام في التفكير 1- ملاحظة : - الهذيان يمثل حالة طبية حادة تستدعي التدخل السريع وقابلة للتحسن مع زوال السبب الطبي الطاريء. - الهذيان يمكن ان يحدث كحالة طارئة في مرضى الدمنشيا كيف يتعامل مقدم الرعاية مع حالات الهذيان؟ 1- أخذ التاريخ المرضى من أهل المريض و التأكيد على معرفة كيف و متى بدأت الحالة و تطورها و كذلك الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض فى الفترة الاخيرة. 2- فحص إكلينيكى كامل للمريض. 3- فى جميع الأحوال يجب أن يتم نقل المريض للمستشفى بعد التأكد من أن المريض فى حالة هذيان. 4- لمقدم الرعاية دور هام جداً بالنسبة للمريض بعد زوال الحالة الصحية الحادة وتحسن المريض و ذلك لتجنب تكرار هذه الحالة مرة اخرى: • متابعة الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض لضمان عدم حدوث مضاعفات مفاجئة تسبب هذيان. • التثقيف الصحى لرعاة المريض بضرورة التواجد مع المريض ومحاولة التواصل معه للمساهمة في إسترجاع قدراته المعرفية • مراجعة الأدوية التى يتناولها المريض ومحاولة تفادى التعدد الدوائى
دور اعضاء الفريق:
الممرضة: لها دور هام في رعاية المريض أثناء حالة الهذيان حيث تلاحظ حالة الوعي و تسجل حدوث تذبذب الأعراض و أى هلاوس أو ضلالات كما تهتم بالتأكد أن المريض يتناول الغذاء و السوائل بكميات كافية و تلاحظ الإخراج و التبول ويمكن ان تقدم دعم نفسي للمريض الأخصائى الإجتماعى: يقوم بتوجيه أهل المريض للمكان المناسب والتعامل مع المريض فى هذه الحالة حيث يقوم الأخصائى الإجتماعى بتعليم الأهل وجوب مساندة المريض والعمل على تهدئته وتحسين إدراكه.
الصيدلي: يقوم بمراجعة الأدوية التى يتناولها المريض وذلك لتجنب حالات التعدد الدوائى والأدوية التى تؤدى إلى هذيان. ملاحظة: مريض الهذيان عادة ما يتعرض لمضاعفات منها الجفاف (نتيجة عدم القدرة على شرب كميات كافية من السوائل) أو إحتباس البول و هذا يمكن أن يؤدى إلى زيادة حالة الهذيان.
الوقاية من الهذيان/الإختلاط
- • تحديد عوامل الإختطار في المسنين
- • الوقاية من العدوى
- • الوقاية من الجفاف و مسبباته
- • علاج الألم بصورة سليمة
- • تلافي التعدد الدوائي
- • التحكم في الأمراض المزمنة لتلافي حدوث مضاعفات حادة
- • المتابعة الطبية المستمرة
- • ملاحظة عملية التبول والإخراج و تجنب مسسببات إحتباس البول أوالإمساك