ماذا قدمت لغد (مقالة صحفية)

من ويكيتعمر
مراجعة 11:58، 31 أغسطس 2016 بواسطة Ashashyou (نقاش | مساهمات) (رنامج الرعاية الصحية الأولية للمسنين)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

المقالة منقولة هي وتعليقاتها[1] للفائدة

إعادة عنونة وتقسيم وبعض مختصر المقال=

ماذا قدمت لغد - لمياء البراهيم ٢٠١٤/٤/١٩

سبب الكتابة هو المرور بظرف أدى لتدهور أنشطة الحياة الوظيفية

أقعدني عارض صحي خفيف عن ممارسة حياتي بالطريقة التي اعتدتها، فبت بحاجة لتسهيلات بسيطة مؤقتة لا تتجاوز الأسابيع بمنزلي، وأيضا بعملي تسهل علي القيام بمسؤولياتي ومهامي الوظيفية. كانت تلك الفترة جديرة لأن أفتح صفحة عما عشته وما واجهته وأنا بشبابي وقوتي الآن، لأني أحسست بالرعب وليس القلق فقط من الإعاقة والشيخوخة، دعوت الله أن يختارني وأنا بعافيتي دون أن أصل لمرحلة قد أذل فيها بالاحتياج للآخرين ولو كانوا أبنائي لاحتياجاتي الخاصة، والخوف أن يتأفف مني من يراعيني لأني أثقلت عليه بحاجتي أو أن ينتظر أبنائي ساعة موتي.

رواية ألزهيمر لغازي القصيبي

كتب د غازي القصيبي رحمه الله عن مرحلة الشيخوخة في روايته «الزهايمر» التي تدور حول مسن سعودي أصيب بمرض الخرف، وباتت حالته تسوء حتى يصل إلى أن يبلل ملابسه دون أن يعي، وكيف تحول حاله من مسؤول وثري يشار له بالبنان إلى مريض ضعيف يثير الشفقة ويتوارى بمصحة خاصة للمسنين في أوروبا.

إشكالية الترك في المستشفيات

تعود ذاكرتي لقسم الطوارئ بفترة مزاولتي المهنية فيها وحالات «مايذوقن العيشة» كجملة يتداولها أهالي المسن العاجز، التي تتزامن مع اليوم الذي يسبق الإجازة الأسبوعية. كانت تلك العبارة تحمل في طياتها خذوا مريضنا عندكم في الإجازة الأسبوعية.

كانت الرعاية الصحية في هذا المستشفى المتخصص تكلف 2000 ريال يوميا على الأقل، الذي يعرف هو وغيره بقائمة طويلة من الانتظار للحصول على سرير للتنويم فيه، لهذا كان يمارس بعض أنواع التحايل مثل تجويع المريض وتعريضه للجفاف الذي قد يعرضه للموت ليقبل المستشفى تنويمه.

وضع المسنين في السعودية

شهدت المملكة العربية السعودية زيادة في نسبة المسنين من 4.8% سنة 2000م، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 10% 2025م وإلى 12.9% عام 2050 (حسب إحصاءات وزارة الصحة). ومع هذا التزايد في عدد المسنين يضاف لهم ذوي الاحتياجات الخاصة فهناك حاجة ماسة لتقديم خدمات صحية شاملة ومتكاملة على كافة المستويات الصحية للتعامل.

برنامج الرعاية الصحية الأولية للمسنين

أعدت الإدارة العامة للمراكز الصحية الأولية بالمملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية لصحة المسنين لمدة خمس سنوات حظيت بموافقة معالي وزير الصحة، لتفعيل (برنامج رعاية المسنين)، الذي طبق تدريجيا على مستوى الرعاية الصحية الأولية. يضاف لذلك برنامج الرعاية الصحية المنزلية الذي يوفر الرعاية الصحية للعاجزين أو من يجدون صعوبة في الوصول للمستشفيات وتقديم الإرشادات لمن يقوم على رعايته.

دور المسنين في السعودية

ورغم أن عدد المسنين في السعودية- وفق آخر إحصائية لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية – 600 ألف مسن إلا أن عدد المتقدمين إلى دور الرعاية الخاصة بهذه الفئة وصل في جميع المناطق إلى 6 آلاف فقط وهو ما يمثل 1% فقط من عدد المسنين. توفر وزارة الشؤون الاجتماعية 9 دور فقط على مستوى المملكة لرعاية المسنين. تضع دور الرعاية القليلة العدد والإمكانيات شروطا كثيرة لتقنين قبول النزلاء من المسنين فيها، فهي تؤوي وترعى كل مواطن ذكر أو أنثى بلغ الستين فأكثر، وعجز عن القيام بشؤونه الخاصة، ولا يتوفر لأسرته وأقاربه الإمكانات لذلك. كما توفر رعاية المرضى والمسنين الذين لا عائل لهم ويحالون من المستشفيات بشرط خلوهم من الأمراض المعدية والعقلية. وهذه الفئة هم الأغلب من نزلاء الدور بنسبة تقارب 78%.

حقوق المسنين في العالم والسعودية

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 1991م، وثيقة المبادئ المتعلقة بكبار السن، وهي الاستقلالية والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة. وقد حفظت المادة السابعة والعشرون من النظام الأساسي بالمملكة العربية السعودية حقوق المسن حيث نصت على: «تكفل الدولة حق المواطن وأسرته، في حالة الطوارئ، والمرض، والعجز، والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على المساهمة في الأعمال الخيرية».

إشكالية خفاء المعلومات

يجهل كثيرمن المواطنين أن للمسنين حقوقا وخدمات وفرتها حكومتنا الرشيدة، كما أنه يصعب عليهم الوصول للقنوات الواجب التوجه لها للاستفادة من الخدمات الصحية والاجتماعية للمسنين، ففي ظل البيروقراطية والروتين يتحول المواطن إلى مساءلة كبار المسؤولين بالدولة كالإمارة والديوان الملكي أو مناشدة أصحاب الخير والجمعيات الخيرية لمساعدتهم بما هو مفترض توفره لهم كما تثبت التقارير الرسمية والبيانات الصحفية والاتفاقيات الحقوقية المحلية والدولية.

إستنتاج

لا تكفي التصريحات والإحصائيات التي تعترف بحاجة المسنين للرعاية دون التأكد من ضمان تطبيقها، بما يسهل الوصول والاستفادة من الخدمات المتوفرة. يحتاج المسنون إلى دور رعاية أكثر عددا وفي مناطق مختلفة بالمملكة وليس في المدن الكبرى فقط، وبإمكانات علاجية تأهيلية. ينبغي أن يوضع في الاعتبار القائمين على رعاية المسن في المنزل، فتوفر تسهيلات لهم مادية لتجهيز أماكن مناسبة لرعاية المسن وتوفير احتياجاته، ولاستضافة قريبهم المسن في أوقات مختلفة مؤقتة، فأحد أسباب العنف الممارس على المسنين هو الضغط المترتب برعايتهم دون وجود بدائل أو مساعدات في رعايتهم.

لمياء البراهيم: طبيبة استشارية - طب أسرة

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٨٦٧) صفحة (١٢) بتاريخ (١٩-٠٤-٢٠١٤)

التعليقات

saleh ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ٥:٤٥ص ١# نحن بحاجة إلى دور رعاية للمسنين.. ما الذي يمنع من دفع مبلع. من المال [ يزود/ينقص] لأقارب المسن للإ هتمام به وملاحظته.

عبدالواحد المطر ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ٩:١٢ص ٢# التجهيز للغد يبدأ من الفرد نفسه. اهتمامه بصحته وتنظيم اموره المالية ووضع خطط لما يفعل ويحتاج عند التقاعد. نسبة كبيرة سوف تظل بحاجة الى مساندة الدولة ولهم ينبغى تأسيس انظمة و تسهيلات للعناية بهم .

ام حيدر ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ٩:٢٣ص ٣# مقال مهم يتطرق الى فئة من المجتمع مظلومه من الناحيه حقوقها وواجبات المجتمع نحوها وتوفير مايتناسب مع حاجياتهم

صقر ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١٠:٠٩ص ٤# أقتبس من المقال الجميل هذه العبارة المؤثرة: ” لا تكفي التصريحات والإحصائيات التي تعترف بحاجة المسنين للرعاية دون التأكد من ضمان تطبيقها، بما يسهل الوصول والاستفادة من الخدمات المتوفرة ” قيام الوزارة المعنية المطالبة بالكثير من العوائق من شروط وغيرها لكفالة ورعاية المسنين هو مخالفة للمادة ( ٢٧ ) في النظام الأساسي للحكم في المملكة..!!.. تحية تقدير وإجلال لهذا المقال الذي يتطرق الى شريحة عزيزة علينا..!!..

عبدالواحد المطر ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١٢:٠٥م ٥# الاعداد يبدأ من الفرد بالاهتمام بنفسه صحيا وعمليا عن طريق الخيارات التي سيتبعها ماليا بسكل خاص للاعتناء بنفسه عند الكبر. المسئولية تقع ايضا على المسئولين بالدوله عن طريق وضع برامج وخطط للاعتناء بالمسنين وعمل الدراسات عن اعدادهم واحتياجاتهم ومن ثم الحرص على تطبيقها على ارض الواقع فالكثير سيحتاج المعونة مستقبلا .

د/ عليان العليان ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ٣:٤٥م ٦# قول على قول شكراً على هذا المقال الإنساني الراقي الذي يدل على كاتبته ذات الحس الآنسانى الراقي فعلا العالم المتقدم فى كل قريه ( فِلَجْ ) وتاون على فكره كلمة تاون هناك لا تعنى مدينه ( ستى) فهى تعتبر ايضا قريه وأيضاً فى الأرياف يوجد مراكز رعايه صحيه للمسنين لكثرتهم لأنهم يعمرون كثيراً والسبب هو الرعايه الصحيه منذ الطفو له (هلثكير) للجميع وتكون مراكز الإيواء هذه تحت إشراف السلطة المحلية ولها ميزانيه من ألدوله سنوياً ويديرها متطوعون بأجور رمزيه يكون غالبا من المتقاعدين حديثاً وممن يحتاجون الى دخل ما فقدوه بعد التقاعد من دخل وللعلم الكل هناك له ضمان اجتماعي يصرف منه على شيخوخته ونشاهد فى هذه مراكز الإيواء للمسنين هذه كل وسائل الترفيه البسيطة والتى لا تتطلب جهدا بدنياً ويخدمون على مدار الساعه بنظام النوبات كما يوجد امكتب فى وسط السوق اسمه مكتب خدمة المواطن مهمته يرد على أي استفساراو مساعده إنهم يحترمون ويقدرون الإنسان منذ ولادته الى ان يموت واحيانا حتى بعد موته عند البعض حيث يزورون قبورهم ويضعون عليها الورود والزهور، دائماً ما يتذكرونهم. شكراً وسامحونا ،،،،،،،،،،،،

د لمياء البراهيم ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١١:١٧م ٧# اخ صالح لا ضير من دفع المال من هنا او هناك ولكن الاهم ان تلتفت وزارة الشئون الاجتماعية الى المسنين وفتح دور نقاهة او جمعيات تسعى لرعايتهم وتوفير السبل لهم للاعتماد على انفسهم على الاقل او تسهيل الامور لمن يرعاهم

د لمياء البراهيم ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١١:٢٢م ٨# استاذ عبدالواحد ماذا قدمت لغد يبدأ كما ذكرت انت من تخطيط الانسان لمستقبله لمابعد التقاعد ولكن كم الاشخاص من يملك القدرة على التخطيط وكم من الاشخاص من يعاكسه القدر فتجري الرياح بحياته على غير ماتشتهي السفن ببلادنا الشيخوخة ترتبط بالامراض والعجز واذا لم يكن المسن مغطى مادبا ولا يحصل على راتب تقاعد فبالغالب سيجد صعوبة بالحصول على التسهيلات التي ستضمن له العيش الكريم وتقيه العوز والحاجة

د لمياء البراهيم ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١١:٢٥م ٩# حقا اختي ام حيدر فئة المسنين من الفئات الاجتماعية والصحية المظلومة على انه وفرت لهم الدولة والقطاعات الصحية خدمات تعنى بهم فهم مايزالوا بالتصنيفات المادية عبء اقتصادي واجتماعي وصحي

د لمياء البراهيم ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١١:٢٦م ١٠# شكرا اخ صقر لاقتباسك زبدة المقال تحياتي

د لمياء البراهيم ٢٠١٤/٠٤/١٩ @ ١١:٢٨م ١١# د عليان العليان امتن لردك الراقي وماكتبته يستحق مقال عن احترام الانسانية والتحلي باخلاق الاسلام في غير بلاد المسلمين

ابو سلطان العمراني ٢٠١٤/٠٤/٢٠ @ ٢:٢٠ص ١٢# فعلا كلام في الصميم وديننا يحث على رعاية والدينا وكبار السن لما له من اجر كبير وبركة في الرزق والبنون وللعلم يوجد كبار في السن تقطعت بهم السبل سواء كان الأبناء عاقين او وحيدين لأي سبب كان … لذلك الواجب على الدولة إيجاد هذه الدور وبأي صفة كانت واحتياجهم الصحي والنفسي والترفيهي فهي فائدة على المجتمع بأكمله


مراجع