مرض الزهايمر (مسرحية)

من ويكيتعمر
اذهب إلى: تصفح، ابحث

مرض الزهايمر».. احترافية التشخيص

تاريخ النشر: الخميس 29 مارس 2012

تعليق أحمد علي البحيري[عدل]

مسرحية “مرض الزهايمر” لفرقة المسرح الوطني التونسي تم عرضها في مهرجان المسرح العربي الرابع في عمان العاصمة الأردنية، كما تم تكريمها في أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثانية والعشرين، حيث تم اختيار “مرض الزهايمر” في عرض ليلة لافتتاح الأيام.

العرض الافتتاحي التونسي لأيام الشارقة المسرحية يقدم صورة الديكتاتور في انهياره

تم اختيار العرض التونسي “مرض الزهايمر” ليحوز جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كأفضل عرض مسرحي عربي لتلك الدورة، ليكون واجهة الافتتاح الرسمي لأيام الشارقة المسرحية

مسرحية “مرض الزهايمر” التي قدّمتها فرقة المسرح الوطني

نص وإخراج مريم بوسالمي


العرض الذي نجح في جمع القبح والجمال على صعيد بناء كوميديا الموقف يجعل منه عرضا يحمل إشكالياته، ومن هنا تنبع قيمة السهل الممتنع، وهي السلاح ذو الحدين ما بين الفهم وعدم الفهم، وهو ما حدث لعرض “مرض الزهايمر” التونسي، حصد في النهاية الجائزة والرضا وعدم الرضا في آن واحد.

تحكي بمجملها قصة صراع جيلين من خلال قصة الشارع التونسي،

الجيل الأول ويمثله الأب الذي امتهن المحاماة، معبرا عن سياسة وثرثرة وديكتاتورية الحرس القديم وانغلاقه وثباته على شرعية قانونية زائفة من صنع يديه ثم تفكيكه مع حضور الوعي والانفتاح على الجديد،

والثاني ويمثله الابن الشاعر الفاشل الحالم الرومانسي في فضاء الحرية،

ستة عشر مشهدا

مفردات فرنسية،

و”قفشات” حوّلت بعض المشاهد إلى مباراة في صناعة النّكتة، والتهكم الذي يبعث على الابتسام والتفكه أحيانا، وعلى الضحك المرير أحيانا أخرى،

أفضى في النهاية إلى رحيل الأب وموته على يدي ابنه ضمنا، وربما يكون أكثر ما يبعث على التساؤل والحيرة في هذا العرض ما تمثل في نهايته التي جاءت قاسية

التساؤل: ما هذا النمط الفريد من الأولاد القساة العاقين؟ حينما نرى في آخر وسط الخشبة ووسط ظلال شاحبة من الإضاءة والترنيمات اللحنية والمؤثرات، الابن في مشهد موجع من التّشفي، وهو يحتفل بعيد ميلاده على قبر أبيه، مثل هذا المشهد يحمل إشكالياته وإسقاطاته حول الانتقام من السلطة والديكتاتورية، ربما منطق معاصر تناول حكاية موت الدكتاتورية على يدي الديموقراطية الجديدة.

التداخلات بين الحالة النفسية للاب والواقع التونسي بكل مرارته، ومن أمثلة تلك مشهد (مصارعة الثيران)، حيث لعب الأب دور مصارع الثيران، وهو يحمل العلم التونسي على وقع موسيقى الفلامنكو، بينما لعب الابن دور الثور، حيث يبدو الإسقاط السياسي جليا، كيف أن السلطة كانت تعامل الناس وكأنهم ثيران هائجة، لا بد أن تنتهي حياتها بالموت، حيث الغموض في لعبة القتل.

مرض الزهايمر الذي يعانيه الأب، وهو في تقديري (زهايمر) من نوع خاص يشتغل على الذاكرة الجمعية،


استخدام المرآة العاكسة للحالة النفسية لشخصية الأب،

لإكسسوار العمود الحديدي المعلق عليه المصل العلاجي للأب وهو في مراحله الأخيرة، وتحويله إلى بندقية صوّبها إلى ابنه الذي كان يشخص طائرا ثم أرداه قتيلا وسط تناثر الورق في فضاء المسرح


اللحظات الأولى من المسرحية في صراع الفرد مع التشريعات والقوانين الميكانيكية التي يضعها أهل القرار لمصلحتهم الذاتية في الغالب.

إن قضية (الموت) كانت هي القضية الوحيدة العادلة التي لامست حياة بطل العرض (الأب)، وهو في خريف العمر، وكان من حيث لا يدري يسعى حثيثاً إلى مصيره.

رابط[عدل]

http://www.alittihad.ae/mobile/details.php?id=31152&y=2012