«هذيان»: الفرق بين المراجعتين

من ويكيتعمر
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(التشخيص)
(أنواع اللإختلاط)
 
(41 مراجعة متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
الهذيان هو [[الإختلاط]] Delirium - Confusion
+
الهذيان أو [[الإختلاط]] Delirium - Confusion هو أحد المتلازمات الصحية الشهيرة في المسنين. وهو يشبه الفشل أو القصور العقلي الحاد.
  
==راجع==
+
==تعريف متلازمة الهذيان/الإختلاط==
*[[إختلاط (مصطلح)]]
+
الهذيان هو متلازمة Syndrome تتسبب بها العديد من الأمراض تتميز بحدوث تهدور حاد متذبذب في الإنتباه والقدرات الذهنية.
*[[إختلاط]]
+
==تشخيص الهذيان==
 +
لابد من توافر ثلاث نقاط أساسية قبل تشخيص متلازمة الإختلاط عند أي شخص:
 +
*حدوث تدهور حاد Acute مفاجىء (جديد) فى قدراته العقلية (على عكس ال[[دمنشيا]])
 +
*وجود تأثر واضح في الإنتباه inattentive
 +
* وجود تذبذب Fluctuation في شدة الأعراض (تكون غير ثابتة فتزيد أو تنقص الأعراض)
 +
 
 +
وقد تتواجد أعراض أخرى بجانب الثلاث نقاط الأساسية مثل:
 +
* تأثر درجة الوعي
 +
*الهيجان والعصبية
 +
*إضطرابات الحواس مثل الهلاوس بأنواعها
 +
 
 +
الإختلاط يمكن تشبيهه بحالة العقل بعد عدم النوم لفترة طويلة لأي سبب أو السكران بسبب تناول الكحوليات أو دواء يؤثر على العقل مثل المنومات أو المهدئات.
 +
 
 +
===الفوارق بين الهذيان والدمنشيا===
 +
الهذيان أو الإختلاط عبارة عن متلازمة (مجموعة من الأعراض symptoms والعلامات signs الطبية) وهو ليس مرض في حد ذاته. وظهور متلازمة الإختلاط مرتبط بوجود مشكلة صحية حادة أو حديثة<ref>أحمد شوقي محمدين (2017): محاضرة عن رعاية المسنين - الملتقى الخامس لأفضل الممارسات في مجال رعاية كبار السن 17-19 أغسطس 2017 صلالة – سلطنة عمان</ref>.
 +
 
 +
متلازمة الهذيان
 +
*يبدأ فجأة
 +
*مرتبط بوجود مسببات مرضية حادة
 +
*التذبذب في شدة الأعراض العقلية جزء أساسي من المتلازمة
 +
*عادة ما تزول أعراضه بزوال المسببات المرضية
 +
*قد يحدث تدهور بدرجة الوعي
 +
 
 +
متلازمة الدمنشيا
 +
*تبدأ تدريجيا وعادة لا يتم ملاحظته إلا بوصوله للدرجة المتوسطة أو الشديدة.
 +
*عادة ما يكون أولّى و فى أحوال أقل شيوعا مرتبط بحالة مزمنة
 +
* شدة الأعراض العقلية تزيد تدريجيا و لكن ببطء على مدار سنوات
 +
*غالبا تسوء الأعراض و لكن ببطء على مدار سنوات
 +
*لا يحدث تدهور بالوعي
 +
 
 +
ومن المعروف ان وجود الدمنشيا هو احد عوامل الإختطار لحدوث الإختلاط.
 +
 
 +
===أنواع الإختلاط===
 +
*إختلاط مرتفع النشاط Hyperactive delirium (النوع الأكثر شيوعاً وفيه يحدث عصبية أو هلاوس وضلالات ونشاط زائد حركي وعقلي)
 +
*إختلاط منخفض النشاط Hypoactive delirium (وفيه يحدث إنخفاض النشاط البدني والعقلي بتذبذب)
 +
*مزيج من النوعين Mixed delirium (مزيج من النوعين السابقين)
 +
 
 +
*وقد تحدث [[متلازمة الغروب]] بكثرة في المصابين بالإختلاط
 +
 
 +
==مفاهيم شائعة خاطئة عن الإختلاط==
 +
===الهذيان مرتبط بإصابة في المخ===
 +
يُرجع مقدمى الرعاية هذه الحالة إلى إصابة مباشرة فى المخ ويتم توجه خطة التشخيص والعلاج فى هذا الإتجاه. بعمل أشعات وفحوصات للمخ والأعصاب مثل الأشعة المقطعية على المخ.
 +
 
 +
الهذيان أو الإختلاط يتم تصنيفه (مع ال[[دمنشيا]]) كأحد المتلازمات العضوية للمخ Organic brain syndromes وهي أمراض أو مشاكل صحية عقلية لا يظهر لها أثر بالفحوصات في أغلب الأحوال. ولا يعرف حتى الأن أسباب حدوث المتلازمات العضوية للمخ. ولكن وضعت الكثير من النظريات لمحاولة تفسير الأسباب ومنها حدوث إضطراب في الناقلات العصبية Neuritransmitors مثل حدوث نقص أو خلل في توصيل الشبكات العصبية.
 +
 
 +
===الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة===
 +
يعتقد البعض أن الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة, وهذا غير صحيح. الهذيان في غالبية الحالات (95% من الحالات) يكون بسبب مرض حاد ويزول الإختلاط بزوال المشاكل الصحية التي سببته. وهذه هي غالبية الحالات. ولكن في بعض الحالات مثل الفشل الشديد في أعضاء الجسم أو حالات الأورام المنتشرة يحدث الهذيان وتشتد وتيرته ولا يستجيب للعلاج ويعرف بالهذيان في آخر الحياة Terminal delirium.
 +
 
 +
===الهذيان دائماً يكون بعصبية أو أعراض نفسية===
 +
تتعدد أنواع الهذيان من مرتفع النشاط (الأكثر شيوعاً) إلى منخفض النشاط أو مزيج بينهم. يجب الإنتباه لوجود الإختلاط المنخفض النشاط في المسنين سواء في المنزل أو المستشفيات لأنه لا يلاحظه الكثير من الناس. حيث يكون المسن صامت أغلب الوقت وقليل النشاط والأكل والشرب. مما قد يعرضه لمشاكل كبيرة لو لم يتم الإنتباه لوجوده والتعامل معه.
 +
 
 +
===الأطباء أحسن من يشخص الإختلاط===
 +
الإختلاط لا يتم تدريسه في العديد من مناهج الكليات الطبية إلا في مناهج الدراسات العليا (مثلاً في تخصصات طب المسنين وطب الأعصاب وطب النفسي). كما أن الأطباء (سواء في العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية بالمستشفيات) لا يمكنهم التواصل مع المسن ورعاته إلا لأوقات محدودة لن تزيد عن ساعة واحدة يومياً. بعكس التمريض الذي يكون على تواصل أغلب اليوم مع المسن ورعاته. وبعكس الرعاة المتواجدون مع المسن 24/7.
 +
 
 +
والإختلاط بطبيعته متذبذب فيكون موجود في أوقات محددة ولا يكون متواجداً طوال الوقت. وقد تنخفض الأعراض او تختفي في أوقات أخرى.
 +
 
 +
لهذا يجب الإنتباه بشدة لتسجيل التمريض والرعاة لحالة المريض على مدار اليوم.
  
== مراحل تطور أنماط محددة من الأوهام ==
+
==عوامل الإختطار Risk factors==
يمكن اعتبار أن أهم اثنين "من العوامل التي ترتبط بشكل أساسي بنشأة الأوهام داخل بعض الأشخاص" هي: 1. اضطراب وظيفة المخ و2. وجود بعض العوامل في حياة المريض التي تترك أثرها على مزاجه وشخصيته.<ref>{{cite book |author=Sims, Andrew |title=Symptoms in the mind: an introduction to descriptive psychopathology |publisher=W. B. Saunders |location=Philadelphia |year=2002 |pages=127 |isbn=0-7020-2627-1 |oclc= |doi= |accessdate=}}</ref>
+
* تقدم العمر.
 +
* ملازمة الفراش.
 +
* [[تعدد المراضة]] Multimorbidity
 +
* ال[[تعدد الدوائي]] Polypharmacy
 +
* ضعف أو قصور الحواس مثل السمع أو البصر. (جديد مثل ضعف السمع بسبب شمع الأذن أو قديم مثل تعطل سماعة الأذن او فقدان نظارة القراءة).
 +
* وجود مشاكل مخية/عصبية سابقة (مثل الجلطات أو مرض ألزهيمر أو مرض الرعاش).
 +
* تغيير البيئة المعيشية مثل التنويم بالمستشفيات أو الرعاية المركزة.
 +
* إضطرابات النوم والأرق.
  
وتكون المستويات المرتفعة للدوبامين في المخ من الأعراض التي تكشف عن وجود "اضطرابات في وظائف المخ". وقد قامت إحدى الدراسات المبدئية التي تم إجراؤها حول الاضطراب التوهمي (وهو أحد الأعراض الذهانية) بتقييم العلاقة بين وجود هذه المستويات المرتفعة من الدوبامين وبين الإصابة بأنماط معينة من الأوهام. وكان الهدف من هذه الدراسة توضيح العلاقة بين الشيزوفيرنيا وبين الذهان المرتبط بالدوبامين.<ref>{{cite journal |author=Morimoto K, Miyatake R, Nakamura M, Watanabe T, Hirao T, Suwaki H |title=Delusional disorder: molecular genetic evidence for dopamine psychosis |journal=Neuropsychopharmacology |volume=26 |issue=6 |pages=794–801 |year=2002 |month=June |pmid=12007750 |doi=10.1016/S0893-133X(01)00421-3 |url=http://www.nature.com/npp/journal/v26/n6/full/1395864a.html}}</ref> وقد خلصت هذه الدراسة إلى نتائج إيجابية؛ فقد ثبت أن المصابين بأوهام الغيرة والاضطهاد لديهم مستويات مختلفة من مستقلب الدوبامين؛ وهو حمض الهوموفانيليك (Acide homovanilique (HVA)) (وقد يكون هذا الأمر وراثيًا). ويمكن النظر إلى هذه النتائج باعتبارها نتائج غير نهائية؛ حيث دعت الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على أعداد أكبر من الأشخاص في المستقبل.
+
==أسباب حدوث الهذيان==
 +
عادة تتراكم عدة أسباب لتؤدي لحدوث الإختلاط/الهذيان. ويأتي سبب ما ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير. ولهذا علاج الهذيان يحتاج للتعامل مع أسباب محتملة كثيرة وفي نفس الوقت. في العادة تتراكم عدة عوامل إختطار Risk factors ثم تظهر متلازمة الإختلاط بعض حدوث أحد أو عدة مسببات Precipitating factors. وفي كثير من الأحيان لا يمكن إمساك متهم واحد بإحدث الإختلاط. بل يكون هناك العديد من المشتبه بهم ويتم التعامل معهم على التوازي. كما أن بعض المشاكل يمكن تصنيفها كعوامل إختطار وفي نفس الوقت كمسببات مثل الأدوية. الفارق الوحيد للتصنيف هو الترابط الزمني بين حدوث المشكلة الصحية (مثل تناول أحد الأدوية) وبين ظهور متلازمة الإختلاط.
  
ويكون من قبيل الإفراط في تبسيط الأمور أن يكون وجود مقدار معين من الدوبامين في المخ هو السبب وراء الإصابة بنوع معين من الوهم. وتوضح الدراسات أن العمر<ref>{{cite journal |author=Mazure CM, Bowers MB |title=Pretreatment plasma HVA predicts neuroleptic response in manic psychosis |journal=Journal of Affective Disorders  |volume=48 |issue=1 |pages=83–6 |date=1 February 1998 |pmid=9495606 |doi=10.1016/S0165-0327(97)00159-6}}</ref><ref>{{cite journal |author=Yamada N, Nakajima S, Noguchi T |title=Age at onset of delusional disorder is dependent on the delusional theme |journal=Acta Psychiatrica Scandinavica |volume=97 |issue=2 |pages=122–4 |year=1998 |month=February |pmid=9517905 |doi=10.1111/j.1600-0447.1998.tb09973.x }}</ref> والنوع يمكن أن يكون لهما تأثير على هذا الأمر، كما توضح وجود احتمالية كبيرة لتغير مستويات حمض الهوموفانيليك على مدار مراحل تطور بعض الأمراض.<ref>{{cite journal |author=Tamplin A, Goodyer IM, Herbert J |title=Family functioning and parent general health in families of adolescents with major depressive disorder |journal=Journal of Affective Disorders |volume=48 |issue=1 |pages=1–13 |date=1 February 1998 |pmid=9495597 |doi=10.1016/S0165-0327(97)00105-5}}</ref>
+
===مسببات الهذيان===
 +
*الحمى أو إرتفاع درجة الحرارة لأي سبب.
 +
*حدوث أى عدوى أو إصابة ميكروبية (مثلاً فيروسية) فى أى من أجهزة الجسم (يصاحبها أو لا يصاحبها إرتفاع في درجة الحرارة).
 +
*تذبذب (نقص أو زيادة) فى مستوى الأملاح فى الدم (مثل الصوديوم واالبوتاسيوم).
 +
*أي إصابة حادة فى أى من أجهزة الجسم (مثل جلطات الشريان التاجى أو القصور الكلوى الحاد و غيبوبة السكرى أو قصور وظائف الكبد).
 +
*الجفاف (يقل قوة مركز الشعور بالعطش في المخ بتقدم العمر فيسهل الصيام لكن يكثر حدوث الجفاف الجزئي أو الكلي).
 +
*الإحتباس البولى الحاد.
 +
*تحجر الفضلات Fecal impaction ما تسببه من الإنسداد المعوى الناتج عن الإمساك المزمن.
 +
*الألم بجميع أنواعه مثلاً ألم من شرخ شرجي أو إصابة بالقدم.
 +
*التعدد الدوائى أو إدخال دواء جديد (مثل مسكن أو مضاد حيوي) أو سحب دواء قديم (مثلاً دواء ضغط الدم).
 +
*تناول بعض الأدوية الشهيرة كمسبب لمتلازمة الإختلاط مثل الأدوية المضادة الكولين anticholinergics شبيهة الأتروبين (مثل كثير من موسعات الشعب الهوائية ومضادات الحساسية وأدوية نزلة البرد ومضادات المغص antispasmodics).
  
أما بالنسبة لتأثير مرض الوهم على الشخصية، "اعتبر Jaspers أن هناك تغيرًا بسيطًا يطرأ على شخصية المريض بسبب إصابته بالمرض، وأن هذا التغيير يتسبب في إيجاد المناخ التوهمي الملائم الذي تنبع المزيد من الأوهام في إطاره."<ref>{{cite book |author=Sims, Andrew |title=Symptoms in the mind: an introduction to descriptive psychopathology |publisher=W. B. Saunders |location=Philadelphia |year=2002 |pages=128 |isbn=0-7020-2627-1 |oclc= |doi= |accessdate=}}</ref>
+
==علاج الإختلاط/الهذيان==
 +
* يجب التأكد من تشخيص متلازمة الهذيان بواسطة أحد مقدمي الرعاية الصحية (مثلاً طبيب أو ممرض مسنين) مثلاً في:
 +
** الرعاية الصحية المنزلية
 +
**العيادة الخارجية
 +
**إستقبال الطوارئ (في حالة وجود خلل شديد في العلامات الحيوية وهي الضغط والنبض والتنفس والحرارة).
 +
*رقم واحد في العلاج هو التأكد من أمان المسن حتى لا يؤذي نفسه أو غيره. مثلاً بألا يتعامل بالآلات الحادة ووضع مساند السرير الجانبية لمنع السقوط.
 +
*تسجيل التاريخ المرضى من أحد الملاصقين للمسن والتأكيد على معرفة  كيف ومتى بدأت الحالة وتطورها والأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض فى الفترة الاخيرة والأدوية المعتادة وأي تغيير فيها بزيادة أو نقصان أو تعديل.
 +
*عمل [[الفحص الصحي الشامل للمسن]] Comprehensive geriatrics assessment.
 +
*العلاج يتم توجيهه لأكثر من مسبب ويكون في نفس الوقت. مع التعامل مع عوامل الإختطار قدر المستطاع.
 +
*مقدم الرعاية شريك مهم في رعاية للمسن (وينصح بتواجده معه 24/7) حتى أثناء علاج الحالة الصحية الحادة والتنويم بالمستشفى.
 +
*يتم متابعة الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض لضمان عدم حدوث مضاعفات مفاجئة قد تسبب هذيان.
 +
*يجب تقديم التثقيف الصحى لرعاة المريض بمراقبة المسن عن كثب وتأكيدالتواصل معه بإنتظام للمساهمة في إسترجاع قدراته المعرفية
 +
*مراقبة الأدوية التى يتناولها المريض ومحاولة تفادى التعدد الدوائى
 +
* تقوم الممرضة مع الرعاة مراقبة وتسجيل حالة الوعي و تسجل حدوث تذبذب الأعراض وحدوث أى هلاوس أو ضلالات كما تهتم بالتأكد أن المريض يتناول الغذاء والسوائل بكميات كافية وتلاحظ إنتظام الإخراج والتبول ويمكن ان تقدم دعم نفسي للمسن والتثقيف الصحي للأسرة.
 +
*الأخصائى الإجتماعى يقوم  بالتأكد من توافر ظروف رعاية مناسبة للمسن. وتوجيه أهل المريض للمكان المناسب لطلب الدعم والتثقيف الصحي للأهل عن وجوب مساندة والعمل على تهدئته وتحسين إدراكه.
 +
*ويقوم  الصيدلي بمراجعة الأدوية التى يتناولها المريض. وتجنب التعدد الدوائى والأدوية التى تؤدى إلى هذيان.
 +
*مريض الهذيان عادة ما يتعرض لمضاعفات منها الجفاف (نتيجة عدم القدرة على شرب كميات كافية من السوائل) أو إحتباس البول مما قد يؤدى إلى زيادة حالة الهذيان.
  
وللعوامل الثقافية "تأثير قاطع على ظهور الأوهام".<ref>{{cite journal |author=Draguns JG, Tanaka-Matsumi J |title=Assessment of psychopathology across and within cultures: issues and findings |journal=Behav Res Ther |volume=41 |issue=7 |pages=755–76 |year=2003 |month=July |pmid=12781244 |doi= |url=http://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S0005796702001900}}</ref> فعلى سبيل المثال، تنتشر أوهام الشعور بالذنب واستحقاق العقاب في الغرب - وخاصةً في الدول التي تعتنق المسيحية مثل النمسا - بينما لا نجد هذا النوع من الأوهام في باكستان حيث يكون وهم الاضطهاد هو الأكثر شيوعًا. ويعني ذلك أن العوامل الثقافية لها تأثيرها كبير على تطور الأوهام.<ref>{{cite journal |author=Stompe T, Friedman A, Ortwein G, ''et al'' |title=Comparison of delusions among schizophrenics in Austria and in Pakistan |journal=Psychopathology |volume=32 |issue=5 |pages=225–34 |year=1999 |pmid=10494061 |doi= 10.1159/000029094|url=http://content.karger.com/produktedb/produkte.asp?typ=fulltext&file=psp32225}}</ref> وفيس سللة من دراسات الحالة التي تم إجراؤها حول هذا الموضوع، تم الكشف عن وجود وهم الشعور بالذنب واستحقاق العقاب في النمسا بالنسبة لمرضى داء باركنسون الذين يتم علاجهم باستخدام المادة الكيمائية المعروفة باسم I-dopa وهي إحدى ضادات مستقبلات الدوبامين.<ref>{{cite journal |author=Birkmayer W, Danielczyk W, Neumayer E, Riederer P |title=The balance of biogenic amines as condition for normal behaviour |journal=J. Neural Transm. |volume=33 |issue=2 |pages=163–78 |year=1972 |pmid=4643007 |doi= 10.1007/BF01260902|url=http://www.springerlink.com/index/N11474QQ25R5U236.pdf|format=PDF}}</ref>
+
حدوث الإختلاط مرة يعني وجود سابقة صحية هامة. ويعني إحتمال تكرار حدوث الإخنلاط لوجود إنخفاض بإحتياطي العقل. ويجب إتخاذ عدة إحتياطات لتجنب تكرار هذه الحالة مرة اخرى مثل:
 +
*يتم متابعة الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض لضمان عدم حدوث مضاعفات مفاجئة قد تسبب هذيان.
 +
*يجب تقديم التثقيف الصحى لرعاة المريض بمراقبة المسن عن كثب وتأكيدالتواصل معه بإنتظام للمساهمة في إسترجاع قدراته المعرفية
 +
*مراقبة الأدوية التى يتناولها المريض ومحاولة تفادى التعدد الدوائى
  
== الأسباب ==
+
==الوقاية من الهذيان/الإختلاط==  
إذا أردنا أن نتعرف على التفكير التوهمي في مريض معين، من المهم أن نستشير طبيبًا نفسيًا يستطيع فحص هذا المريض فحصًا شاملاً قبل تشخيص المشكلة التي يعاني منها.<ref name="G">{{cite web|url=http://www.delusional.com/ |title=Delusional Disorder Definition |date=|accessdate=2010-08-06}}</ref> وقد كان تفسير أسباب الإصابة بالأوهام تحديًا كبيرًا استلزم وضع العديد من النظريات. وتعتبر النظرية [[علم الوراثة|الجينية]] أو البيولوجية إحدى النظريات التي حاولت أن تقوم بذلك حيث تقول هذه النظرية بإن الأقارب وثيقي الصلة بالأشخاص المصابين بالاضطراب التوهمي تزداد لديهم احتمالية الإصابة بالسمات التوهمية. وثمة نظرية أخرى تحاول أن تشرح أسباب الإصابة بالأوهام؛ ألا وهي الاختلال الوظيفي في تطور عملية الإدراك والمعرفة. وتوضح هذه النظرية أن الأوهام يمكن أن تنشأ عن الأساليب التي تتسم بالتحريف والتشويه والتي يستخدمها البعض في تفسير وفهم حقائق الحياة. أما النظرية الثالثة التي تحاول أن توضح أسباب الإصابة بالأوهام فيطلق عليها اسم الأوهام المحفزة أو الدفاعية. وتنص هذه النظرية على أن بعض الأشخاص الذين يكونون عرضة للإصابة بالأوهام يمكن أن تنطلق بداخلهم شرارة الإصابة بالاضطراب التوهمي في تلك اللحظات التي يمثل لهم فيها التغلب على الصعوبات التي تواجههم في الحياة والحفاظ على [[تقدير الذات|احترام الذات]] تحديًا كبيرًا. ففي هذه الحالة، يرى الشخص المصاب بالأوهام أن الآخرين هم المتسببون في الصعوبات التي تواجهه في حياته الشخصية، وذلك حتى يتمكن من الاحتفاظ بوجهة نظر إيجابية عن نفسه.<ref name="H">{{cite web|url=http://www.minddisorders.com/Br-Del/Delusional-disorder.html |title=Delusional Disorder |date=|accessdate=2010-08-06}}</ref>
+
* تحديد عوامل الإختطار في كل مسن حسب حالته والتعامل معها
 +
* الوقاية من العدوى مثلاً بالتطعيمات
 +
* الوقاية من الجفاف و مسبباته
 +
* علاج الألم بصورة سليمة
 +
* تلافي التعدد الدوائي
 +
* السيطرة على الأمراض المزمنة لتلافي حدوث مضاعفات حادة
 +
* المتابعة الطبية المستمرة
 +
* متابعة إنتظام عملية التبول والإخراج و تجنب مسسببات إحتباس البول أوالإمساك
  
وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف [[سمع|السمع]] أو [[حاسة البصر|النظر]]. كذلك، يتم الربط بين تعرض الشخص المستمر لعوامل الضغط وبين الاحتمالية الكبيرة لإصابته بالأوهام. ويمكن اعتبار كلاً من [[هجرة|الهجرة]] والمكانة الاقتصادية والاجتماعية المتردية مثالين على عوامل الضغط التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأوهام.<ref name="I">{{cite web|url=http://www.depression-treatment-help.com/mental-disorders/delusional-disorder.htm |title=Causes of Delusional Disorder |date=|accessdate=2010-08-06}}</ref>
+
==دور الأدوية في علاج الإختلاط==
 +
يتم اللجوء في بعض الأحيان لأدوية لتخفيف شدة أعراض الإختلاط. ويتم إستخدام مضادات الذهان Antipsychotics لأن الإختلاط يصنف كمرض عقلي من فئة الذهان. مع ملاحظة أن مضادات الذهان لا تصلح لكل حالات الذهان (فلا تصلح مثلا للذهان المصاحب لدمنشيا أجسام لويي Lewy body dementia).
  
قام الباحث والطبيب Orrin Devinsky الذي يعمل في مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك بإجراء دراسة كشفت عن وجود [[نسق|نمط]] متكرر من إصابة الفص الأمامي والنصف الأيمن في [[دماغ بشري|المخ البشري]] لدى المرضى المصابين بأنواع معينة من الأوهام واضطرابات الدماغ. وقد أوضح Devinsky أن أوجه القصور المعرفية التي تحدث نتيجة هذه الإصابات للنصف الأيمن من المخ تؤدي إلى قيام النصف الأيسر من المخ بالإفراط في تعويض الجسم عن وجود مثل تلك الإصابة؛ وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالأوهام.<ref name="J">{{cite web|url=http://machineslikeus.com/news/what-causes-delusions |title=What causes delusions? |date=|accessdate=2010-08-06}}</ref>
+
يجب الإنتباه أن دور الأدوية هو فقط تخفيف الأعراض وليس العلاج الجذري. العلاج الأساسي هو التعامل مع مسببات متلازمة الإختلاط وتخفيف عبء عوامل الإختطار.
  
وقد قام فريق عمل ينتمي لمدرسة الطب التي تتبع [[جامعة ووريك]] التي تقع في مدينة كوفنتري في غرب إنجلترا بدراسة حول هذا الموضوع. وكان قائد فريق العمل هو الدكتور Andrea Schreier - الذي يحمل درجة الدكتوراه. وقد أوضحت هذه الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من [[تنمر|الاضطهاد بقسوة]] هم الأكثر عرضة للإصابة بالأعراض الذهانية في فترة مبكرة من مرحلة [[مراهقة|المراهقة]]. أما الحقائق المتصلة بحياة الأطفال الذين تعرضوا للاضطهاد، فقد كشفت عن أن الإصابة بالهلوسة والأوهام أمرًا شائعًا في مرحلة الطفولة وكذلك في مرحلة المراهقة بالنسبة لهؤلاء الأطفال. كما كشفت الدراسة عن أن الأطفال الذين تصيبهم مثل تلك الأعراض هم الأكثر عرضة للإصابة بالذهان في فترة لاحقة من حياتهم. علاوةً على ذلك، أوضحت الدراسة أن معدلات الإصابة بالأعراض الذهانية - التي تتضمن الإصابة بالأوهام - تتضاعف في حالة الأطفال الذين يعانون من الاضطهاد في سن الثامنة أو العاشرة. وقد لاحظ القائمون على هذه الدراسة أن تعرض الأطفال للاضطهاد يمكن أن يتسبب في إصابتهم بمرض الإجهاد النفسي المزمن الذي يمكن أن يكون له أثره في الاستعداد الجيني للإصابة بالشيزوفيرنيا، كما تتسبب في بداية ظهور الأعراض عليهم.<ref name="K">{{cite web|url=http://www.medicalnewstoday.com/articles/149130.php |title=Children Who Suffered Bullying Are More Likely To Develop Psychotic Symptoms In Early Adolescence |date=|accessdate=2010-08-06}}</ref>
+
ويجب ألإنتباه أن المهدئات (مثل عائلة البنزوديازيبين Benzodiazepine) والمنومات Hypnotics لا يتم إستخدامها لعلاج الإختلاط لوجود العديد من المشاكل منها في كبار السن.
  
== انظر أيضًا ==
+
==راجع==
 +
*[[إختلاط (مصطلح)]]
 +
*[[إختلاط]]
 
*[[متلازمة الغروب]]
 
*[[متلازمة الغروب]]
* [[اضطراب الفكر]]
 
* [[اضطراب التشوه الجسمي]]
 
* [[متلازمة وهم كوتار|وهم كوتار]] (الاضطراب الضلالي العدمي)
 
* [[زور|بارانويا (جنون العظمة)]]
 
* [[اضطراب الهوية الجنسية]]
 
  
 
== المراجع ==
 
== المراجع ==
 
{{مراجع|2}}
 
{{مراجع|2}}
  
;نص منقول بغرض التوثيق
+
==مصادر==
* {{cite book |last=Jaspers |first=Karl |authorlink=Karl Jaspers |title=General Psychopathology |volume=1 |publisher=Johns Hopkins University Press |location=Baltimore |isbn=0-8018-5775-9 |year=1997 |ref=harv}}
+
*• Halter JB, Ouslander JG, Tinetti ME, Studenski S, High KP, Asthana S (Editors) (2009): Hazzard's Geriatric Medicine and Gerontology Sixth Edition, McGraw-Hill Companies, USA ISBN: 978-0-07-164124-1
 +
* • عبد المنعم  عاشور (2009): صحة المسنين : كيف يمكن رعايتها. الهيئة المصرية العامة للكتاب –القاهرة ردمك 9789774210563.
 +
* • Reuben DB, Herr KA, Pacala JT, et al. (2016): Geriatrics at your fingertips, 18th edition. New York The American Geriatrics Society, 2016
  
== مصادر أخرى ==
 
* {{cite journal |author=Bell V, Halligan PW, Ellis H  |title=Beliefs about delusions |journal=The Psychologist |volume=16 |issue=8 |pages=418–423 |year=2003 |url=http://mindfull.spc.org/vaughan/Bell_et_al_2003_BeliefsAboutDelusions.pdf |format=PDF}}
 
* {{cite journal
 
| last        = Blackwood
 
| first      = Nigel J.
 
| last2        = Howard
 
| first2      = Robert J.
 
| last3        = Bentall
 
| first3      = Richard P.
 
| last4        = Murray
 
| first4      = Robin M.
 
| authorlink4  = Robin Murray
 
| year        =  2001
 
| month      = April
 
| title      = Cognitive Neuropsychiatric Models of Persecutory Delusions
 
| journal    = [[American Journal of Psychiatry]]
 
| volume      = 158
 
| issue      = 4
 
| pages      = 527–539
 
| url        = http://ajp.psychiatryonline.org/cgi/content/abstract/158/4/527
 
| doi        = 10.1176/appi.ajp.158.4.527
 
}}
 
* {{cite book |editor=Coltheart M., Davies M. |title=Pathologies of belief |publisher=Blackwell |location=Oxford |year=2000 |isbn=0-631-22136-0 }}
 
* {{cite book |author=Persaud, R. |title=From the Edge of the Couch: Bizarre Psychiatric Cases and What They Teach Us About Ourselves |publisher=Bantam |year=2003 |isbn=0-553-81346-3 }}
 
  
{{علم النفس}}
+
[[تصنيف:صحة المسنين]]
[[تصنيف:ذهان]]
+
[[تصنيف:قضايا صحية]]
[[تصنيف:دمنشيا]]
+
[[تصنيف:طب المسنين]]
 
[[تصنيف:هذيان]]
 
[[تصنيف:هذيان]]
[[تصنيف:علم النفس]]
 
[[تصنيف:مصطلحات علم النفس]]
 
[[تصنيف:قطاع المعارف والثقافة الصحية]]
 
[[تصنيف:متلازمات مشهورة في المسنين (عمالقة رعاية المسنين)]]
 
[[تصنيف:طب المسنين]]
 
[[تصنيف:قضايا صحية]]
 
[[تصنيف:مصطلحات]]
 

المراجعة الحالية بتاريخ 13:14، 30 مارس 2019

الهذيان أو الإختلاط Delirium - Confusion هو أحد المتلازمات الصحية الشهيرة في المسنين. وهو يشبه الفشل أو القصور العقلي الحاد.

تعريف متلازمة الهذيان/الإختلاط[عدل]

الهذيان هو متلازمة Syndrome تتسبب بها العديد من الأمراض تتميز بحدوث تهدور حاد متذبذب في الإنتباه والقدرات الذهنية.

تشخيص الهذيان[عدل]

لابد من توافر ثلاث نقاط أساسية قبل تشخيص متلازمة الإختلاط عند أي شخص:

  • حدوث تدهور حاد Acute مفاجىء (جديد) فى قدراته العقلية (على عكس الدمنشيا)
  • وجود تأثر واضح في الإنتباه inattentive
  • وجود تذبذب Fluctuation في شدة الأعراض (تكون غير ثابتة فتزيد أو تنقص الأعراض)

وقد تتواجد أعراض أخرى بجانب الثلاث نقاط الأساسية مثل:

  • تأثر درجة الوعي
  • الهيجان والعصبية
  • إضطرابات الحواس مثل الهلاوس بأنواعها

الإختلاط يمكن تشبيهه بحالة العقل بعد عدم النوم لفترة طويلة لأي سبب أو السكران بسبب تناول الكحوليات أو دواء يؤثر على العقل مثل المنومات أو المهدئات.

الفوارق بين الهذيان والدمنشيا[عدل]

الهذيان أو الإختلاط عبارة عن متلازمة (مجموعة من الأعراض symptoms والعلامات signs الطبية) وهو ليس مرض في حد ذاته. وظهور متلازمة الإختلاط مرتبط بوجود مشكلة صحية حادة أو حديثة[1].

متلازمة الهذيان

  • يبدأ فجأة
  • مرتبط بوجود مسببات مرضية حادة
  • التذبذب في شدة الأعراض العقلية جزء أساسي من المتلازمة
  • عادة ما تزول أعراضه بزوال المسببات المرضية
  • قد يحدث تدهور بدرجة الوعي

متلازمة الدمنشيا

  • تبدأ تدريجيا وعادة لا يتم ملاحظته إلا بوصوله للدرجة المتوسطة أو الشديدة.
  • عادة ما يكون أولّى و فى أحوال أقل شيوعا مرتبط بحالة مزمنة
  • شدة الأعراض العقلية تزيد تدريجيا و لكن ببطء على مدار سنوات
  • غالبا تسوء الأعراض و لكن ببطء على مدار سنوات
  • لا يحدث تدهور بالوعي

ومن المعروف ان وجود الدمنشيا هو احد عوامل الإختطار لحدوث الإختلاط.

أنواع الإختلاط[عدل]

  • إختلاط مرتفع النشاط Hyperactive delirium (النوع الأكثر شيوعاً وفيه يحدث عصبية أو هلاوس وضلالات ونشاط زائد حركي وعقلي)
  • إختلاط منخفض النشاط Hypoactive delirium (وفيه يحدث إنخفاض النشاط البدني والعقلي بتذبذب)
  • مزيج من النوعين Mixed delirium (مزيج من النوعين السابقين)

مفاهيم شائعة خاطئة عن الإختلاط[عدل]

الهذيان مرتبط بإصابة في المخ[عدل]

يُرجع مقدمى الرعاية هذه الحالة إلى إصابة مباشرة فى المخ ويتم توجه خطة التشخيص والعلاج فى هذا الإتجاه. بعمل أشعات وفحوصات للمخ والأعصاب مثل الأشعة المقطعية على المخ.

الهذيان أو الإختلاط يتم تصنيفه (مع الدمنشيا) كأحد المتلازمات العضوية للمخ Organic brain syndromes وهي أمراض أو مشاكل صحية عقلية لا يظهر لها أثر بالفحوصات في أغلب الأحوال. ولا يعرف حتى الأن أسباب حدوث المتلازمات العضوية للمخ. ولكن وضعت الكثير من النظريات لمحاولة تفسير الأسباب ومنها حدوث إضطراب في الناقلات العصبية Neuritransmitors مثل حدوث نقص أو خلل في توصيل الشبكات العصبية.

الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة[عدل]

يعتقد البعض أن الهذيان أحد علامات إقتراب الوفاة, وهذا غير صحيح. الهذيان في غالبية الحالات (95% من الحالات) يكون بسبب مرض حاد ويزول الإختلاط بزوال المشاكل الصحية التي سببته. وهذه هي غالبية الحالات. ولكن في بعض الحالات مثل الفشل الشديد في أعضاء الجسم أو حالات الأورام المنتشرة يحدث الهذيان وتشتد وتيرته ولا يستجيب للعلاج ويعرف بالهذيان في آخر الحياة Terminal delirium.

الهذيان دائماً يكون بعصبية أو أعراض نفسية[عدل]

تتعدد أنواع الهذيان من مرتفع النشاط (الأكثر شيوعاً) إلى منخفض النشاط أو مزيج بينهم. يجب الإنتباه لوجود الإختلاط المنخفض النشاط في المسنين سواء في المنزل أو المستشفيات لأنه لا يلاحظه الكثير من الناس. حيث يكون المسن صامت أغلب الوقت وقليل النشاط والأكل والشرب. مما قد يعرضه لمشاكل كبيرة لو لم يتم الإنتباه لوجوده والتعامل معه.

الأطباء أحسن من يشخص الإختلاط[عدل]

الإختلاط لا يتم تدريسه في العديد من مناهج الكليات الطبية إلا في مناهج الدراسات العليا (مثلاً في تخصصات طب المسنين وطب الأعصاب وطب النفسي). كما أن الأطباء (سواء في العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية بالمستشفيات) لا يمكنهم التواصل مع المسن ورعاته إلا لأوقات محدودة لن تزيد عن ساعة واحدة يومياً. بعكس التمريض الذي يكون على تواصل أغلب اليوم مع المسن ورعاته. وبعكس الرعاة المتواجدون مع المسن 24/7.

والإختلاط بطبيعته متذبذب فيكون موجود في أوقات محددة ولا يكون متواجداً طوال الوقت. وقد تنخفض الأعراض او تختفي في أوقات أخرى.

لهذا يجب الإنتباه بشدة لتسجيل التمريض والرعاة لحالة المريض على مدار اليوم.

عوامل الإختطار Risk factors[عدل]

  • تقدم العمر.
  • ملازمة الفراش.
  • تعدد المراضة Multimorbidity
  • التعدد الدوائي Polypharmacy
  • ضعف أو قصور الحواس مثل السمع أو البصر. (جديد مثل ضعف السمع بسبب شمع الأذن أو قديم مثل تعطل سماعة الأذن او فقدان نظارة القراءة).
  • وجود مشاكل مخية/عصبية سابقة (مثل الجلطات أو مرض ألزهيمر أو مرض الرعاش).
  • تغيير البيئة المعيشية مثل التنويم بالمستشفيات أو الرعاية المركزة.
  • إضطرابات النوم والأرق.

أسباب حدوث الهذيان[عدل]

عادة تتراكم عدة أسباب لتؤدي لحدوث الإختلاط/الهذيان. ويأتي سبب ما ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير. ولهذا علاج الهذيان يحتاج للتعامل مع أسباب محتملة كثيرة وفي نفس الوقت. في العادة تتراكم عدة عوامل إختطار Risk factors ثم تظهر متلازمة الإختلاط بعض حدوث أحد أو عدة مسببات Precipitating factors. وفي كثير من الأحيان لا يمكن إمساك متهم واحد بإحدث الإختلاط. بل يكون هناك العديد من المشتبه بهم ويتم التعامل معهم على التوازي. كما أن بعض المشاكل يمكن تصنيفها كعوامل إختطار وفي نفس الوقت كمسببات مثل الأدوية. الفارق الوحيد للتصنيف هو الترابط الزمني بين حدوث المشكلة الصحية (مثل تناول أحد الأدوية) وبين ظهور متلازمة الإختلاط.

مسببات الهذيان[عدل]

  • الحمى أو إرتفاع درجة الحرارة لأي سبب.
  • حدوث أى عدوى أو إصابة ميكروبية (مثلاً فيروسية) فى أى من أجهزة الجسم (يصاحبها أو لا يصاحبها إرتفاع في درجة الحرارة).
  • تذبذب (نقص أو زيادة) فى مستوى الأملاح فى الدم (مثل الصوديوم واالبوتاسيوم).
  • أي إصابة حادة فى أى من أجهزة الجسم (مثل جلطات الشريان التاجى أو القصور الكلوى الحاد و غيبوبة السكرى أو قصور وظائف الكبد).
  • الجفاف (يقل قوة مركز الشعور بالعطش في المخ بتقدم العمر فيسهل الصيام لكن يكثر حدوث الجفاف الجزئي أو الكلي).
  • الإحتباس البولى الحاد.
  • تحجر الفضلات Fecal impaction ما تسببه من الإنسداد المعوى الناتج عن الإمساك المزمن.
  • الألم بجميع أنواعه مثلاً ألم من شرخ شرجي أو إصابة بالقدم.
  • التعدد الدوائى أو إدخال دواء جديد (مثل مسكن أو مضاد حيوي) أو سحب دواء قديم (مثلاً دواء ضغط الدم).
  • تناول بعض الأدوية الشهيرة كمسبب لمتلازمة الإختلاط مثل الأدوية المضادة الكولين anticholinergics شبيهة الأتروبين (مثل كثير من موسعات الشعب الهوائية ومضادات الحساسية وأدوية نزلة البرد ومضادات المغص antispasmodics).

علاج الإختلاط/الهذيان[عدل]

  • يجب التأكد من تشخيص متلازمة الهذيان بواسطة أحد مقدمي الرعاية الصحية (مثلاً طبيب أو ممرض مسنين) مثلاً في:
    • الرعاية الصحية المنزلية
    • العيادة الخارجية
    • إستقبال الطوارئ (في حالة وجود خلل شديد في العلامات الحيوية وهي الضغط والنبض والتنفس والحرارة).
  • رقم واحد في العلاج هو التأكد من أمان المسن حتى لا يؤذي نفسه أو غيره. مثلاً بألا يتعامل بالآلات الحادة ووضع مساند السرير الجانبية لمنع السقوط.
  • تسجيل التاريخ المرضى من أحد الملاصقين للمسن والتأكيد على معرفة كيف ومتى بدأت الحالة وتطورها والأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض فى الفترة الاخيرة والأدوية المعتادة وأي تغيير فيها بزيادة أو نقصان أو تعديل.
  • عمل الفحص الصحي الشامل للمسن Comprehensive geriatrics assessment.
  • العلاج يتم توجيهه لأكثر من مسبب ويكون في نفس الوقت. مع التعامل مع عوامل الإختطار قدر المستطاع.
  • مقدم الرعاية شريك مهم في رعاية للمسن (وينصح بتواجده معه 24/7) حتى أثناء علاج الحالة الصحية الحادة والتنويم بالمستشفى.
  • يتم متابعة الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض لضمان عدم حدوث مضاعفات مفاجئة قد تسبب هذيان.
  • يجب تقديم التثقيف الصحى لرعاة المريض بمراقبة المسن عن كثب وتأكيدالتواصل معه بإنتظام للمساهمة في إسترجاع قدراته المعرفية
  • مراقبة الأدوية التى يتناولها المريض ومحاولة تفادى التعدد الدوائى
  • تقوم الممرضة مع الرعاة مراقبة وتسجيل حالة الوعي و تسجل حدوث تذبذب الأعراض وحدوث أى هلاوس أو ضلالات كما تهتم بالتأكد أن المريض يتناول الغذاء والسوائل بكميات كافية وتلاحظ إنتظام الإخراج والتبول ويمكن ان تقدم دعم نفسي للمسن والتثقيف الصحي للأسرة.
  • الأخصائى الإجتماعى يقوم بالتأكد من توافر ظروف رعاية مناسبة للمسن. وتوجيه أهل المريض للمكان المناسب لطلب الدعم والتثقيف الصحي للأهل عن وجوب مساندة والعمل على تهدئته وتحسين إدراكه.
  • ويقوم الصيدلي بمراجعة الأدوية التى يتناولها المريض. وتجنب التعدد الدوائى والأدوية التى تؤدى إلى هذيان.
  • مريض الهذيان عادة ما يتعرض لمضاعفات منها الجفاف (نتيجة عدم القدرة على شرب كميات كافية من السوائل) أو إحتباس البول مما قد يؤدى إلى زيادة حالة الهذيان.

حدوث الإختلاط مرة يعني وجود سابقة صحية هامة. ويعني إحتمال تكرار حدوث الإخنلاط لوجود إنخفاض بإحتياطي العقل. ويجب إتخاذ عدة إحتياطات لتجنب تكرار هذه الحالة مرة اخرى مثل:

  • يتم متابعة الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض لضمان عدم حدوث مضاعفات مفاجئة قد تسبب هذيان.
  • يجب تقديم التثقيف الصحى لرعاة المريض بمراقبة المسن عن كثب وتأكيدالتواصل معه بإنتظام للمساهمة في إسترجاع قدراته المعرفية
  • مراقبة الأدوية التى يتناولها المريض ومحاولة تفادى التعدد الدوائى

الوقاية من الهذيان/الإختلاط[عدل]

  • تحديد عوامل الإختطار في كل مسن حسب حالته والتعامل معها
  • الوقاية من العدوى مثلاً بالتطعيمات
  • الوقاية من الجفاف و مسبباته
  • علاج الألم بصورة سليمة
  • تلافي التعدد الدوائي
  • السيطرة على الأمراض المزمنة لتلافي حدوث مضاعفات حادة
  • المتابعة الطبية المستمرة
  • متابعة إنتظام عملية التبول والإخراج و تجنب مسسببات إحتباس البول أوالإمساك

دور الأدوية في علاج الإختلاط[عدل]

يتم اللجوء في بعض الأحيان لأدوية لتخفيف شدة أعراض الإختلاط. ويتم إستخدام مضادات الذهان Antipsychotics لأن الإختلاط يصنف كمرض عقلي من فئة الذهان. مع ملاحظة أن مضادات الذهان لا تصلح لكل حالات الذهان (فلا تصلح مثلا للذهان المصاحب لدمنشيا أجسام لويي Lewy body dementia).

يجب الإنتباه أن دور الأدوية هو فقط تخفيف الأعراض وليس العلاج الجذري. العلاج الأساسي هو التعامل مع مسببات متلازمة الإختلاط وتخفيف عبء عوامل الإختطار.

ويجب ألإنتباه أن المهدئات (مثل عائلة البنزوديازيبين Benzodiazepine) والمنومات Hypnotics لا يتم إستخدامها لعلاج الإختلاط لوجود العديد من المشاكل منها في كبار السن.

راجع[عدل]

المراجع[عدل]

  1. أحمد شوقي محمدين (2017): محاضرة عن رعاية المسنين - الملتقى الخامس لأفضل الممارسات في مجال رعاية كبار السن 17-19 أغسطس 2017 صلالة – سلطنة عمان

مصادر[عدل]

  • • Halter JB, Ouslander JG, Tinetti ME, Studenski S, High KP, Asthana S (Editors) (2009): Hazzard's Geriatric Medicine and Gerontology Sixth Edition, McGraw-Hill Companies, USA ISBN: 978-0-07-164124-1
  • • عبد المنعم عاشور (2009): صحة المسنين : كيف يمكن رعايتها. الهيئة المصرية العامة للكتاب –القاهرة ردمك 9789774210563.
  • • Reuben DB, Herr KA, Pacala JT, et al. (2016): Geriatrics at your fingertips, 18th edition. New York The American Geriatrics Society, 2016