التغييرات الصحية والجسدية المصاحبة للتعمر
التغييرات الصحية والجسدية وطرق التعامل معها[1]
تتضمن السمات النفسية لكبار السن (راجع صفحتها).
إدراك التغييرات يحتاج تعمق في الملاحظة. تم عمل بدلة محاكاة تغييرات التعمر Old age suit للمساعدة في إدراك التغييرات.
محتويات
مقدمة[عدل]
التغيرات الجسدية تحدث في كل المراحل العمرية. والتغييرات الجسدية للبشر كافة تبدأ في الحدوث منذ تكون الجنين في رحم أمه. والتغييرات الجسدية التي تحدث للمسنين يمكن تقسيمها إلى تغيرات طبيعية فسيولوجية مصاحبة للتعمر الطبيعي وتغيرات مرضية باثولوجية ليس لها علاقة بالتعمر وتحدث في أي عمر بسبب الأمراض. (إنظر جدول الفروق بين التغييرات الطبيعية المصاحبة للسن والتغييرات المرضية)
والتعمر كمرحلة حياتية يصاحبها تغييرات جسدية متعددة. هذه التغييرات تشمل نمو وضمور وليست ضمور فقط كما هو شائع. وكما ذكرنا فإن التغييرات تبدأ في الحدوث منذ تكون الجنين, وتستمر في كل مراحل عمره (مثل ترسب الدهون وتصلب الشرايين يبدأ منذ الطفولة لكن أثره يظهر بعد منتصف العمر). وتظل التغييرات تتراكم بمضي العمر حتى إنقضاء الأجل.
إحتياطي الأعضاء[عدل]
ومراحل تطور أي شئ هي النمو ثم الثبات ثم الضمور. وكل عضو أو نسيج بالجسم يأخذ فترة زمنية ليصل أقصى نموه ثم يظل ثابتاً على وضعه فترة أخرى. ثم يبدأ العضو أو النسيج في التدهور أو التقلص أو الضمور. وهذه سنة الله في خلقه أن ما يتعمر يتنكس. ويجب أن ندرك أن أحسن خالق وصانع هو الله سبحانه وتعالى. وقد حبا كل عضو في جسمنا بإحتياطي وظيفي كبير . فالكليتين -كمثال- بها أربع أضعاف ما يحتاجه الشخص العادي من أنسجة وظيفية لضمان القيام بوظائف الكلى كلهاالكليتين لإخراج مخلفات الأيض في البول. وبالتالي يمكننا العيش بنصف كلية نظرياً. وتبدأ قدرات الكلى في التدهور في حوالي عمر 28 عام. لكن لا تتأثر قدراتها لوجود إحتياطي كبير يوازي أربع أضعاف المطلوب. لهذا يعيش ويموت غالبية الناس مستورين (مفهوم ستر ربنا) دون الحاجة للكلى الصناعية. وكل أعضاء الجسم الأخرى حباها أحسن صانع –سبحانه وتعالى- بنسب مختلفة من الإحتياطي.
الفروق بين التغييرات الجسدية المصاحبة للتعمر والتغييرات المرضية[عدل]
جدول يوضح الفروق بين التغييرات الجسدية المصاحبة للتعمر والتغييرات المرضية
عنوان العمود | التغيرات الطبيعية | التغيرات المرضية |
---|---|---|
التعريف | تغيرات طبيعية فسيولوجية غير مرضية تحدث لجميع البشر مع التقدم بالعمر. ولا يمكن منعها. وتحدث بنسب تختلف من شخص لآخر حسب عدة عوامل | تغيرات مرضية باثولوجية. تصيب بعض المسنين والشباب غير مرتبطة بالعمر. ويمكن السيطرة عليها عن طريق الوقاية والتحكم في مسبباتها وعوامل الخطورة المصاحبة لها. |
مثال | الشيبة, تجاعيد الجلد, وقلة ساعات النوم, رعشة اليد | أمراض الدمنشيا (مثل ألزهايمر), السكتات الدماغية, خشونة المفاصل |
إنتشارها | تحدث لكل المسنين بنسب متفاوتة وتتطور بنسب متفاوتة | لن تصيب كل المسنين . كما أنها ليست مقتصرة عليهم (قد تصيب الشباب). ويمكن تجنبها أو التحكم بها. |
الأسباب | تغيرات طبيعية فسيولوجية غير مرضية على مستوى خلايا الجسم وأعضائه | تغيرات مرضية بسبب الأمراض الشائعة في كبار السن |
العوامل المشتركة المؤثرة فيها | عوامل داخلية جينية وراثية مثل جينات وراثة الشيبة أو جينات مرض السكري - عوامل خارجية كالملوثات الخارجية ونوع المهنة - نمط الحياة ويشمل العادات الغذائية وممارسة الرياضة والتعرض لضغوط الحياة - التعمر الخلوي | عوامل داخلية جينية وراثية مثل جينات وراثة الشيبة أو جينات مرض السكري - عوامل خارجية كالملوثات الخارجية ونوع المهنة - نمط الحياة ويشمل العادات الغذائية وممارسة الرياضة والتعرض لضغوط الحياة - التعمر الخلوي |
عوامل مؤثرة خاصة | تقل بتقييد السعر الحرارية بالغذاء وتزداد بتقدم العمر | تقل بالسيطرة على المرض أو الوقاية منه وتزداد بتعدد الأمراض |
أعضاء وأجهزة الجسم والتعمر[عدل]
وقمة نمو وأداء أعضاء الجسم البشري تكون بين عمر 25-30 عام بشكل عام. وبعد هذا العمر تبدأ الأعضاء والأنسجة في التدهور تدريجياً. ولكن لا يكون التدهور ظاهراً للشخص الطبيعي إلا في حالات الضغوط البدنية الشديدة مثل صعود سلالم كثيرة أو ممارسة رياضة مثل كرة القدم (لهذا متوسط سن إعتزال اللاعبين حول الثلاثون عاماً). والحكمة من الإحتياطي –والله أعلم- هي أن يعيش الإنسان "مستوراً" بما لديه في جسمه. حتى لو تعرضت الأعضاء للتدهور بسبب التعمر أو تراكم آثار الأمراض عليها. ويحدث التدهور في وظائف الأعضاء بمعدل مختلف من شخص لآخر. ويتدخل في ذلك عوامل متعددة حسب العمر الزمني وحسب الحالة العامة للجسم واللياقة البدنية والتغذية والأمراض والأدوية والوزن والتعرض لسموم طبيعية أو صناعية.
وقد درس العلماء التغييرات الجسمانية المصاحبة للتعمر وسجلوها ووضعوا نظريات أكاديمية متعددة لمحاولة تفسيرها. وقد ثبت علمياً وجود عوامل أخرى تؤثر في قصر التيلوميرات مثل حمل ضغوط الحياة Allostatic load.
ما يهم القارئ هو أن التعمر يبدأ منذ الجنين ويستمر حتى آخر العمر. وأن النمو والضمور يحدث في كل مراحل الحياة. وظهور أثر التغييرات مرتبط بعوامل كثيرة منها الجينية ومنها إحتياطي وظائف الأعضاء. وتنكس أعضاء الجسم يبدأ حول عمر 30 عاماً. التغييرات الجسمانية المصاحبة للتعمر لا تسبب تأثير إكلينيكي إلا إذا نفذ الإحتياطي.
,قد أثبتت العديد من الدراسات العلمية ان الطريقة الوحيدة الثابت جدواها حتى الأن لتقليل أثر التعمر على الجسم هي تقييد كمية السعر الحرارية بالغذاء Caloric restriction. ولكن الدراسات العلمية غير كاملة وتمت على حيوانات التجارب بالأساس. ويعكف العلماء حالياً على محاولة إستنباط أدوية تساعد في محاكاة أثر تقييد تناول السعر الحرارية على الجسم. الجدول التالي يوضح تأثير ملخص بعض التغييرات الجسدية المصاحبة للتعمر على بعض أعضاء وأنسجة وأجهزة الجسم وتأثير التغييرات على وظائف الأعضاء والتأثير الإكلينيكي. (التغييرات العقلية تم ذكرها سابقاً في باب التغييرات النفسية المصاحبة للتعمر)
الجدول التوضيحي لتغييرات أعضاء وأجهزة الجسم المصاحبة للتعمر[عدل]
والدم|| إنخفاض حجم نخاع العظام وإنخفاض إنتاج الخلايا البيضاء المناعية والخلايا الحمراء والصفائح || لا تتأثر كرات الدم الحمراء بالتعمر ولا يتأثر معدل حديد الدم بالتعمر. أي أنيميا في كبار السن ليس سببها التعمر وتحتاج لفحوصات المناعة || ضمور الغدة الزعترية وإنخفاض كم وكيف الخلايا الليمفاوية - الصيام وخفض السعر الحرارية Caloric restrictions له أثر جيد في تقليل أثر التعمر على الجهاز المناعي || زيادة فرص تكرار العدوى في كبار السن أحد أسبابها لتغييرات المناعية ولكن أسباب أخرى تشارك مثل ضعف التغذية - إنخفاض الأمراض المناعية والحساسية بشكل عام وضمورها - إنخفاض فرص حدوث رفض لأي نسيج مزروع مثل الكلى (فرص نجاح أعلى مقارنة بصغارالسن) نظام تجلط وسيولة الدم || تتأثر عوامل التجلط والسيولة بتقدم العمر. بعضها ينخفض نشاطه أو كميته. والبعض الآخر تتأثر وظيفته|| لا يحدث زيادة في فرص حدوث النزيف بسبب بسبب زيادة مضادات السيولةالجهاز أو العضو | التغيير الجسدي وزمان حدوثه | الأثر الوظيفي الإكلينيكي |
---|---|---|
الكلى | عند عمر 60 عام يكون الإنسان فقد 25% من قدرات الكلى - بعد 60 عام يفقد 10% كل عشر سنوات | غير مؤثر إكلينيكاً لحين الوصول لنفاذ أكثر من 60% |
الكبد | بحلول عمر 60 عام ينخفض تدفق الدم للكبد بمعدل 40% - وإنخفاض قدرة الكبد على التجدد | غير مؤثر إكلينيكاً - يصعب قياس إحتياطي وظائف الكبد مقارنة بالكليتين |
تصلب الشرايين | تصلب الشرايين ليس ظاهرة مصاحبة للتعمر ويبدأ منذ الطفولة | الأثر الإكلينيكي يحدث حول عمر 45 -50 عاماً وربما مبكراً في مرضى السكر أو إرتفاع دهون الدم |
البنكرياس | في عمر 40 عام – ينخفض إفراز البيكربونات وفي 50عاماً – ينخفض إفراز الإنزيمات وفي 70 عاماً ينخفض الحجم الكلي للبنكرياس | لا يحدث أي تأثير إكلينيكي إلا بعد عمر 80 عاماً |
القلب والدورة الدموية | تصبح الشرايين أكثر صلابة وتقل مرونتها - إنخفاض القدرة على زيادة نبضات القلب - ضعف مرونة الشرايين - قد يحدث تضخم للشريان الأورطي | يرتفع ضغط الدم الإنقباضي وزيادة فرص حدوث الإغماء وإنخفاض ضغطالدم الإنتصابي orthostasis
يحدث تمدد الشريان الأورطي في المدخنين ومرضى الضغط. |
تعليق على الجدول التوضيحي لتغييرات أعضاء وأجهزة الجسم المصاحبة للتعمر[عدل]
المتأمل في جدول التغييرات الجسدية المصاحبة للتعمر يلاحظ العديد من النقاط الهامة منها:
- • وجود بعض النواحي الإيجابية للتعمر (مثل إنخفاض حدة الأمراض المناعية والحساسية في كبار السن وتحسن نسب نجاح زراعة الأعضاء) والأخرى السلبية (مثل تأثر القلب والدورة الدموية).
- • كما أن الجدول يوضح العلاقة بين التغييرات الجسدية وووجود أثر إكلينيكي لها من عدمه (مثل وظائف الكلى لا تتأثر بسبب الإحتياطي الكبير وتجلط الدم لا يتأثر بسبب زيادة السيولة والتجلط معاً وعدم تأثر البنكرياس إلا بعد عمر 80 عاماً).
- • والجدول يفند عدة معتقدات خاطئة عن التغييرات الجسدية المصاحبة للتعمر (مثل أن الأنيميا أو مرض السكري جزء من التعمر الطبيعي).
- • كما يوضح الجدول أن التغييرات الجسدية ليست مرتبطة بفئة المسنين فقط ولكنها تحدث على مدار العمر كله (تصلب الشرايين منذ الطفولة وإنقطاع الطمث حول عمر 45 عام).
تطبيق معرفي[عدل]
- متى تبدأ التغييرات المصاحبة للتعمر؟
- ما هو متوسط العمر الذي يصل فيه الأعضاء لقمة نموها وبعده التدهور؟
- ما هي العلاقة بين إحتياطي الأعضاء وبين بدء التدهور في أعضاء الجسم؟
- ما هي أهم الفروق بين التغييرات الطبيعية المصاحبة للعمر والتغييرات المرضية الباثولوجية؟
- قم بتصنيف التغييرات التالية لتغييرات طبيعية أو باثولوجية:
- o الشيبة – النسيان – الإكتئاب – خشونة المفاصل – تجاعيد الجلد
- ما هي الطريقة الوحيدة المثبتة علميا لتقليل أثر التعمر على خلايا الجسم؟
- إذكر بعض التغييرات في أنسجة أو أعضاء الجسم وعلاقتها بالتعمر؟
طالع[عدل]
مصادر[عدل]
- • Halter JB, Ouslander JG, Tinetti ME, Studenski S, High KP, Asthana S (Editors) (2009): Hazzard's Geriatric Medicine and Gerontology Sixth Edition, McGraw-Hill Companies, USA ISBN: 978-0-07-164124-1
- • عبد المنعم عاشور (2009): صحة المسنين : كيف يمكن رعايتها. الهيئة المصرية العامة للكتاب –القاهرة ردمك 9789774210563.
- • Reuben DB, Herr KA, Pacala JT, et al. (2016): Geriatrics at your fingertips, 18th edition. New York The American Geriatrics Society, 2016
مراجع[عدل]
- ↑ أحمد شوقي محمدين (2017): محاضرة عن رعاية المسنين - الملتقى الخامس لأفضل الممارسات في مجال رعاية كبار السن 17-19 أغسطس 2017 صلالة – سلطنة عمان