إنتهاك المسن Elder Abuse
محتويات
تعريف
تعرِّف منظمة الصحة العالمية إنتهاك المسن على أنه "أي تصرف يحدث في حدود علاقة مع المسن يفترض فيها الثقة، يخترق هذه الثقة و يؤدي إلى إيذاء المسن". و من هذا نلاحظ أن جوهر الإنتهاك هو خيانة الثقة الممنوحة لمن يقوم بالإنتهاك، بحيث تكون تصرفاته على خلاف المتوقع منه.
أشكال إنتهاك كبار السن
يمكن وصف التصرفات من عدة زوايا:
- بحسب وجود الدافع وراءها: مقصود / غير مقصود
- بحسب بذل الفعل فيها: إيجابية (تسليط ضرر) / سلبية (منع فائدة)
- بحسب المجال الذي وقعت فيه، أو الباب الذي وصل الإنتهاك إلى المسن منه؛ جسمانية (ضرب أو صراخ) / مالية (سرقة متعلقات / مبالغة في التكاليف) / نفسية (الإحتقار و التسفيه) / جنسية (التعرية غير اللازمة أو اللمس أو التلميحات الجنسية أو التدخل في الشئون الخاصة) / الهجر.
السمات المميزة لأطراف عملية الإنتهاك
مواصفات تنبِّه إلى قابلية المسن للإنتهاك
كبار السن يطلبون المساعدة بسبب تراجع قدراتهم الجسمانية و العضوية و المادية و العقلية، سواءاً بسبب تقدم السن أو بسبب تكاثر الأمراض التي تصاحب تقدم السن. و بذلك فهم كالأطفال أكثر إعتماداً على خدمات الآخرين، و أقل قدرة على التعبير عن ما يصيبهم من إنتهاكات. فتصبح ممتلكات كبار السن هدفاً سهلاً للإستيلاء عليها، و يصبح حرمانهم من الخدمات التي يستحقونها أسهل من البالغين. هناك ظروف تجعل أصحابها أكثر عرضة للإنتهاك. يجب التقصي في كل حالة دورياً عن تواجد أي منها في حياة كبير السن، و إن وجدت فيجب الترصد لحدوث أي من ممارسات الإنتهاك و تحذير الأهل و كبير السن:
- النسيان و الدمنشيا (الخرف / الألزهايمر)، تدهور الإنتباه و الوعي بسبب أمراض أو أدوية أو الإدمان (يعجز عن تذكر الحادثة أو التبليغ عنها أو روايتها بشكل قانوني)
- الإعاقات الجسدية أو الضعف العضلي (لا يستطيع مقاومة من يؤذيه أو ردعه)
- الوحدة (لا يوجد من يستنجد به كبير السن)
- الإكتئاب (الرضوخ للإنتهاكات)
- مشاطرة المسكن مع آخرين.
- إمتلاك أموال معلومة للآخرين.
مواصفات تنذر بميل المحيطين لإنتهاك المسن
- كثرة الأعباء المادية
- الإعتماد على المسن في سداد تكاليف الحياة
- المعاناة من مشاكل سلوكية أو أمراض نفسية
- مشاركة المسكن مع كبير السن
- الشعور بالإستياء في التعامل مع المسن أو طغيان أعباء الرعاية.
- سوابق في التعدي على الآخرين و إنتهاك حقوقهم.
- سوابق جنائية
- البطالة
مصادر الإنتهاك
أي شخص له علاقة بكبير السن يمكن أن يكون مصدراً محتملاً للإنتهاك، و قد يقصد ذلك أو لا يقصد! من أمثلة ذلك
- أقارب المريض: إيجابياً؛ الإستغلال المادي و سرقة المعاش، التقييد، المبالغة في طلب أدوية مهدئة للمريض. سلبياً؛ رفض إستشارة أطباء لإحتياجاته الصحية الملحة، أو إهمال الرد على نداءاته.
- مقدم الرعاية: إيجابياً: إستخدام العنف أثناء تقديم الرعاية الشخصية أو الإطعام، أو التهديد للإكراه على تناول الطعام أو النوم، سرقة المتعلقات الشخصية. سلبياً: تجاهل نداءاته طلباً للمساعدة، إخفاء رضوض نتيجة إصابات غير مقصودة.
- العاملون في المنزل / مؤسسة رعاية المسن: إيجابياً: الصراخ، أو التهديد،أو سرقة المتعلقات الشخصية. سلبياً؛ الحرمان من التنزه، أو تجاهل تعليمات إعطاء الدواء و مواعيده.
- الأطباء: إيجابياً: المبالغة في وصف الأدوية المهدئة لإرضاء أهل المريض، أو المبالغة في أجر الخدمات، أو إستغلال خدمات و إختبارات غير مطلوبة لإستغلاله مادياً. سلبياً: تجاهل علاج الألم في مرضى الخرف، فرض إختيارات علاجية أقل فاعلية إستناداً إلى تقدم سن المريض
علامات حدوث إنتهاك
- أمراض منقولة جنسياً، أو "سنطات" أو "حشرات" حول الأعضاء الجنسية.
- كدمات على جسم المسن، خاصة ذات ألوان مختلفة (تعني الضرب المتكرر)
- علامات ضرب بالعصي أو أجسام أخرى.
- تكرار الأعراض الجانبية للأدوية بسبب الإفراط والتفريط في الجرعات.
- آثار تقييد اليدين او القدمين.
- آثار حبر تبصيم على أصابع المريض.
- رفض أهل المريض أو المقيمين معه السماح لك بالكلام معه أو الإختلاء به.
- الإنتهاك النفسي: إنتكاس سلوك المسن إلى مرحلة الطفولة، مثل تكرار مص الإصابع أو البكاء أو التأرجح أو الهمهمة.
- التغير المفاجئ الواضح في سلوك المسن عند التواجد مع شخص معين، أو تصميمه على بقائه في صحبة جماعة أو أشخاص آخرين لحمايته.
- علامات الإهمال الجسمانية (من كبير السن لنفسه أو من المحيطين له): قرح الفراش (ليس دائماً)، أو سوء الهندام، أو قذارة الجسد و الملابس و المنزل، أو نقص أساسيات الحياة اليومية في منزل المسن (مثل الطعام في الثلاجة و صابون الحمام و المصابيح السليمة و الأطباق المغسولة)، أو ترك المسن في بيئة غير آمنة (مثل الوصلات الكهربائية المكشوفة و الأسلاك المبعثرة و الأثاث المتهالك).
- الإستغلال المالي: التلاعب بمحتويات دولاب المسن، أو سرعة نفاذ أمواله بدون مبرر، غياب فواتير مشتريات السوبرماركت.
أهمية التعرف على حدوث إنتهاك لكبار السن و إثباته و الإبلاغ عنه
- تحصين مقدم الرعاية لنفسه مما يمكن أن يلصق به.
- حماية كبير السن من تكرار الإنتهاك
- تنبيه المخالطين لكبير السن للتصرفات الخاطئة التي ينتج عنها إنتهاك المسن.
- إحراز تحسن غير مسبوق في صحة المسن، يحتسب لصالح مقدم الرعاية و ملاحظاته المهنية؛ فغالباً ما يغفل أهل المريض عن إنتهاكات في حق المسن، و تتسبب في تدهور حالته الصحية بما يستعصي على العلاجات الدوائية العادية التي تستهدف أمراض أخرى. و بالنجاح في علاج هذه الإنتهاكات، ستتحسن حالة المسن النفسية و الجسمانية لإن التدخل الصحيح يجب توجيهه للسبب الحقيقي للتدهور.